في الحقيقة أنني أصبت بالذهول عندما سمعت هذا المصطلح للمرة الأولى، وفتحت عيني كالبلهاء عندما بحثت وعرفت أن هذا المصطلح يعني إقامة علاقة بين فتاة في ربيع عمرها، ما زالت الحياة أمامها بكل ما فيها، وبين رجل يستقبل خريف عمره وينظر خلفه ليتذكر شبابه البائد و يتحسر عليه، حيث تقوم العلاقة على أن ينفق الرجل على الفتاة ببذخ ويوفر لها كل احتياجاتها من الضرورية إلى التافهة، مقابل أن تخرج معه، أو تكلمه بالهاتف لساعات، أو يصطحبها كحقيبة سفره كل ما أراد الارتحال والتجوال من بلد لآخر، وقد تقف العلاقة عند هذا الحد في الغالب أو قد تتخطى هذه الحدود، كل هذا ليشعر الرجل بأنه ما زال يرتع في الشباب، وأن الجاذبية لم تهجره، وأنه لا زال يملك نفس السحر والجاذبية، ولا أدري كيف يغفل عن أن هذه الجاذبية لبطاقته الاتمانية وليس له، وأن هذا سحر نقوده وليس سحر عينيه، وأن الكلام المعسول لهداياه وليس له، وأن كل ما تحتاجه تلك الفتاة هو ماله وليس مشاعره، أو قد يكون يعلم.
هنا غزت العديد من الأسئلة رأسي المصدوم مثل كيف ولماذا ومتى عششت تلك الأفكار في مجتمعاتنا؟ ومتى مات الحياء في بناتنا؟ ومتى كان عزاء الرجولة والنخوة في رجالنا ومتى دفنت الشهامة في شبابنا ؟ وكيف وصلنا إلى هنا وما الذي يدعو فتاة للجوء لهذه الطريقة ؟هل الحاجة إلى السفر وتناول الطعام في الأماكن الباذخة وشراء المجوهرات والاكسسوارات أهم من احترام الذات؟ هل كل هذه المظاهر والمقتنيات التافهة تستحق أن نضحي باحترامنا لأنفسنا بل بديننا وأخلاقنا من أجلها وأن نسقط من نظر أنفسنا لنوفرها ؟ ..تساؤلات وحلول.. نستكلمها في المقال القادم - بإذن الله - .
RatroutNahed@