هذا تقريباً مادار على المستويات الإعلامية والرسمية بينما كان هناك اهتمام مواز على وسائل التواصل الاجتماعي وعلى بعض الشاشات التي أظهرت حالة غضب من التصريحات الإيرانية.
قد يسأل البعض كيف يفسر تصريح لوزير خارجية يقترب من التهديد لبلد آخر وما مدى مقبوليته، في الحقيقة هذا التصرف لا يليق برجل يتصدر العمل الدبلوماسي في بلاده، ويشكل فيه رأس الهرم، وقد يفسر هذا السلوك على أنه حالة عالية من الغضب الذي لا يخلو من الشعور بمرارة الخسارة وهذا ربما جزء من توصيف الحالة الإيرانية فيما يجري على الساحة السورية، ويقول العارفون أن إيران منيت بخسائر فادحة جراء أفول نظام بشار الأسد في سوريا الخساير تنوعت في صفوف الإيراني من الاستراتيجية والاقتصادية والسياسية وحتى ما يسمى بالاستثمار الاجتماعي والثقافي أو العقائدي.
في الجانب الآخر علقت منصات سورية داعمة للثورة بأن رد وزير الخارجية السوري السيد الشيباني كان أقل من المتوقع، بمعنى أنه كان يجب أن يختار رد أكثر حدة وتحدي للجانب الإيراني، لانهم يعتبرون سلوك وتصريحات الوزير الإيراني خروج عن المألوف وتهديد علني مرفوض.
وفيما يخص إيران أشارت منصات سورية داعمة للثورة إلى ضرورة أن يكون هناك حالة من المحاسبة المختلفة لإيران التي كانت هي العقل المدبر واليد الفاعلة في النظام السابق، وعليه يجب أن يكون هناك مطالبات من السوريين الجدد في السلطة بتعويضات مادية تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات. كل ذلك تزامن مع حالة احتقان في الشارع السوري تمثل في مواجهات مسلحة بين بعض الفصائل السورية مما قد يفسر على أنه حالة اختلاف في المواقف بين الثوار، فيما ذكرت مصادر مراقبة من خارج سوريا لها صلات جيدة بالداخل السوري أن جوهر النزاع المسلح بين بعض الفصائل ماهو إلا حالات مواجهة مسلحة بين بعض فلول النظام السابق وبين قوات الإدارة الجديدة.
عموماً إيران لن تكون بعيدة عن تطورات الأوضاع في سوريا.
@salemalyami