إن أول هذه النعم وأعظمها مكانة هي نعمة الإسلام، فهي النعمة الكبرى التي تميزنا كأمة مسلمة، فالإسلام هو النور الذي يضيء حياتنا، والموجه الذي يرشدنا في مسيرتنا، والحبل الذي يصلنا بالله سبحانه وتعالى، فكم من أوقات عصيبة تجاوزناها بفضل الإيمان، وكم من لحظات فرح زادها جمالًا الشكر لله والدعاء له.
وثانيها نعمة الصحة، التي كثيرًا ما نغفل عن شكرها، ولا نتذكرها إلا عند فقدان جزء منها. إن قدرتنا على النهوض صباحًا، ونحن بصحة وعافية، وممارسة لحياتنا اليومية دون ألم أو عجز، هي نعمة تستحق الوقوف عندها طويلًا، فكم من إنجازات حققناها بفضل أجساد معافاة، وكم من خطوات خطناها بفضل أقدام ثابتة؟
وثالث النعم هي نعمة الأسرة، تلك الدائرة التي تمنحنا الدعم والحب والسكينة، الأسرة ليست مجرد روابط دم، بل هي حضن دفي يحتوينا، وكتف نلقي عليه أعباءنا، وفرحة نتقاسمها في أوقات السعادة، ففي ظلها نجد الانتماء، ونشعر بالأمان، ونستمد القوة للاستمرار.
أما رابعها فهي نعمة الأمن والأمان، التي نتفيأ ظلالها في هذا الوطن العظيم، المملكة العربية السعودية. في عالم مضطرب مملوء بالصراعات والتحديات، نحمد الله على استقرار بلادنا، وعلى القيادة الحكيمة التي تسعى لخدمة الوطن والمواطن. فعلى أرضه، نمارس حياتنا بأمان واطمئنان، ونمضي نحو المستقبل بثقة وإيمان.
وفي الختام، مهما حاولنا تعداد نعم الله علينا، فلن نبلغ غايتها. قال - جل وعلا - في محكم التنزيل «وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللَّهَ لَغَفُورٌ رحيم»، فلنحمد الله على ما أنعم به علينا في العام الذي مضى، ولنسأله المزيد من فضله في العام الجديد.
قال الشاعر:
إذا كان شكري نعمةَ الله نعمةً
عليَّ له في مثلها يجب الشكرُ
فكيف بلوغ الشكر إلا بفضله
وإن طالت الأيام واتصل العمرُ
فيا ربِّ زدني منك فضلًا ونعمةً
ووفقني توفيقَ من يشكره الدهرُ
@azmani21