إن جوهر الفكاهة هو الحساسية والدفء والرقة والصحبة الجميلة. إن جوهر الفكاهة هو الحب.
هل قلت فكاهة؟!
في كل عام مع بداية السنة الجديدة يبدأ الناس في كتابة تطلعاتهم وأفكارهم وأهدافهم. أما أنا فأجد نفسي في طريقٍ واحد فقط: طريق البهجة الطريق الوحيد الذي لا أحتاج معه إلى خريطة جوجل.
على الجانب الآخر يعتقد الكثيرون ومنهم “عابس” أن البهجة هي مجرد ضياع للوقت ولا طائل منه.
في إحدى الليالي حدث ما غيّر مسار حياته إلى الأبد. سمع صوتًا غير مألوف: ضحكة طفلة صغيرة اخترقت الصمت الذي كان يحيط به. ضحكة مليئة بالبراءة والبهجة، كأنها انفجار صغير من الفرح في قلبه المتجمد. لوهلة توقف عابس عن التفكير وكأن شيئًا ما حدث داخل قلبه ،شعر بشرارة غريبة لم يجرّبها من قبل ويبدو أنها البهجة .
بدأ يسمع هذا الصوت مرارًا وتكرارًا أصبح يلازمه ويتسلل إلى جدار قلبه المملوء بالجدية والثقل حاول تجاهله لكنه في يوما ما قرر مواجهة هذا الشعور الغريب فكان ضحكه المتردد أول خطوة نحو نور غيّر مسار حياته.
ومع بداية العام الجديد قرر عابس أن يختبر قوة الضحك، فاخترع آلة صغيرة تُصدر أصوات ضحك عند الضغط على زرها ووضعها على مكتبه في العمل وكانت بداية علاقة جديدة مع الحياة. بدأت الآلة تثير الضحك بين زملائه مما ألهمهم لجلب أصدقائهم لتجربتها.
قرر عابس تحويل مدينته إلى مكان مليء بالسعادة، فأطلق مشروعه «السعادة للجميع»، وحصل على جائزة أفضل مشروع في مسابقة موسم الرياض، حيث أثار إعجاب الجميع بمشروعه المبدع الذي يعكس رؤية جديدة للحياة ونال إعجاب المستشار تركي آل الشيخ ليتم تعيين عابس سفيراً للسعادة.
ومع بداية العام ألفين وخمسة وعشرين أصبح عابس مؤسسًا لثقافة جديدة حيث انتشرت حصص الضحك التفاعلية وتم إطلاق مصابيح المزاج السعيد التي تتغير ألوانها حسب مشاعر البهجة والحزن وتتفاعل مع الأطفال والكبار على حد سواء.
كما تم منح كل مسار أسمًا أنيقًا ؛ فالمسار إلى البوليفارد أصبح ‘مسار السعادة’، والمسار إلى واجهة الرياض سمي بـ «مسار البهجة»، بينما عرف المسار إلى ذا جروفز بـ «مسار الفرح».
تحولت المدينة إلى «مدينة البهجة» حيث أصبح الضحك جزءًا من الحياة اليومية، وأصبح عابس رمزًا للتحول.
ومضة: لا شيء سيعيد ترتيب حياتك مثل الضحك والبهجة.
@raedaahmedrr