الإنسان في بعض الأحيان قد يهدر نفسه في المكان الخطأ تجد شخصًا يُعتبر"ملاكاً يُرسل" في بيئة تحتاج إلى شخص متكامل في المكان المعنّي الصحيح؛ بينما في بيئة أخرى، قد يتحول نفس الشخص إلى لص نذل يذبحوا شعره عمدًا، لمجرد أنك نزيل في مكان لا تنتمي إليه .مهما كنت شخص سليمًا مُتعافيًا من السقطات ، ستجد أنك عديم المروءة في جهة أخرى وهذه الحياة، وبذلك لا يكون التناقض في الإنسان هو المشكلة بحد ذاته، بل قد تكون البيئة هي التي تُشكل تصوراتنا عنه الشخص نفسه قد يبقى ثابتًا في جوهره، لكن الطريقة التي يُنظر بها إليه تتغير بشكل كبير تبعًا للمحيط الذي يتواجد فيه.
قد تكون مشكلة الإنسان في أنه ليس له عنوان، أو أن لديه عنوانًا، ولكن دون مضمون. يعيش الإنسان في بحث مستمر عن معنى لوجوده، إلا أنه غالبًا ما يتوه بين سبل البحث المختلفة. صراع الإنسان الأبدي يكمن في نفسه، في مواجهة تحدياته الداخلية بين الخير والشر، بين الطموح والعجز، بين الضعف والقوة. هذا الصراع هو اختبار حقيقي للإنسان في حياته.
الإنسان كائن معقد بطبيعته، قادر على تسهيل الأمور إذا أراد، ولكنه في نفس الوقت قادر على تعقيد أبسط الأشياء إذا اختار ذلك. قد تراه يرغب في أمر ما، ولكنه لا يبذل أدنى جهد لتحقيقه. هذه هي المعضلة التي يعيشها الإنسان: رغم أن لديه الطموحات والرغبات، إلا أنه في كثير من الأحيان يفشل في تحويل تلك الرغبات إلى واقع.
لا يمكن للإنسان أن يتجاوز هذا الصراع الداخلي. فكل قرار يتخذه هو اختبار لقدرته على الموازنة بين الخير والشر، وبين أن يكون "اللص النذل" أو "النبي المرسل" في النهاية، الضحية هي الإنسان نفسه، لأنه هو من يختار بين هذا الوجه وذاك، أو قد لا يختار ذلك أيضًا، وهو من يتحمل تبعات تلك الاختيارات. فالإنسان، في جميع حالاته، هو وجهان لعملة واحدة، يتنقل بين الأضداد ويحاول التمسك بذاته في عالم مليء بالتداعيات.
@opleqnvelpew1