الشتاء خصوصية في الدعاء، خاصة عند نزول المطر وعصف الرياح. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند هبوب الرياح: "اللهم إني أسألك خيرها وخير ما فيها، وخير ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها، وشر ما أُرسلت به". الرياح ليست مجرد ظاهرة طبيعية، بل هي أحد جنود الله التي تنقل الخير أو تكون نذيرًا للابتلاء. أما المطر، فقد كان النبي يكشف عن جسده ليصيب المطر منه، ويقول: "إنه حديث عهد بربه"، في إشارة إلى البركة والرحمة التي يحملها المطر.
وفي هذا الفصل القارس، تبرز مسؤولية الإنسان تجاه الفقراء والمحتاجين. البرد ليس عدوًا للإنسان بقدر ما هو امتحان لرحمته وعطائه. في شدة الشتاء، يتجلى دور المؤمن في تقديم العون للآخرين، سواء كان ذلك بطعام أو لباس أو مأوى. قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه". البرد يدعونا لنكون أكثر إنسانية، لننظر حولنا ونقدم ما نستطيع لمن يحتاج.
الشتاء ليس مجرد فصل في التقويم، بل هو محطة للتأمل والعمل والطاعة. بين برد الصقيع ودفء الإيمان، تكتب الأرواح حكاياتها. إنه وقتٌ نجدد فيه العهد مع الله، ونعيد ترتيب أولوياتنا، ونمد أيدينا لمن حولنا، لنجعل من برد الشتاء فرصة لنيل دفء الرحمة والإيمان.
@Ibrahim_Almuslm
ا