الميزان التجاري حينما يميل لتحقيق فائضاً، فإن هذا يعني قدرة الاقتصاد على التصدير بشكل أكبر من الاستيراد؛ مما يعني نجاح خطط مهمة على صعيد تحفيز القطاعات الاقتصادية، مثل القطاع الصناعي، وغيرها من القطاعات الحيوية، وفي السعودية بات هنالك تقدماً ملحوظاً وإيجابياً في فوائض الميزان التجاري، كما أن هذا التقدم لم يأتي اعتماداً على الصادرات البترولية فقط، بل أنه جاء بدعم من مختلف القطاعات الأخرى، وهي القطاعات التي ترتكز على رؤية وطنية طموحة وداعمة ومحفّزة.
نموًا على أساس شهري نسبته 30%
لنقف أولاً أمام أحدث الأرقام في هذا الخصوص.. حيث سجل الميزان التجاري في المملكة نموًا على أساس شهري بنسبة 30%، بزيادة تجاوزت الـ 4 مليارات ريال في شهر أكتوبر 2024، محققًا فائضًا بقيمة 20,7 مليار ريال، مقارنة بقيمة 15,9 مليار ريال في شهر سبتمبر من نفس العام، وفقًا للبيانات الأولية لنشرة التجارة الدولية للمملكة الصادرة حديثًا، ليبلغ حجم التجارة الدولية للمملكة ما قيمته 164,79 مليار ريال، والتي سجلت نموًا بنسبة 2% بزيادة بلغت 2,59 مليار ريال، مقارنة بـ 162,2 مليار ريال في شهر سبتمبر من نفس العام.
وبلغت الصادرات السلعية ما قيمته 92,782 مليار ريال من إجمالي حجم التجارة، في حين بلغت الواردات السلعية 72,012 مليار ريال، وسجلت الصادرات السلعية الوطنية غير البترولية ما قيمته نحو 19,41 مليار ريال في أكتوبر 2024، شكلت ما نسبته 21% من إجمالي الصادرات، فيما سجلت الصادرات البترولية ما قيمته نحو 67,39 مليار ريال، شكلت ما نسبته 72.6% من إجمالي الصادرات، في حين بلغت قيمة إعادة التصدير نحو 5,96 مليارات ريال، شكلت ما نسبته 6.4% من إجمالي الصادرات.
السلعية غير البترولية.. نمو ومساهمة
الأرقام التي يتم تحقيقها على صعيد الصادرات السلعية الوطنية غير البترولية هي أرقام ملفتة للغاية، وتشهد تطوراً هائلاً عما كانت عليه قبل 10 سنوات على سبيل المثال؛ فمن المحتمل أن تحقق هذه الصادرات قيمة تتخطى حاجز الـ250 مليار ريال خلال عام 2025، وهو الأمر الذي يبرهن جدوى الإصلاحات الاقتصادية والمالية والتشريعية التي تم العمل بها في ضوء رؤية 2030، لتقفز بذلك قيمة مساهمة هذه الصادرات بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في الناتج المحلي الإجمالي، وتعزز في الوقت ذاته من فرص نمو القطاع الخاص وحيويته.
تحقيق فائضاً جديداً ونمواً متزايداً في هذه الأرقام من شهر لآخر، أو من ربع لآخر، يبرهن بكل قوة حيوية الاقتصاد، وقدرته على جذب الاستثمارات، وخلق فرص جديدة ومتنوعة.. فالأرقام هي لغة الاقتصاد، والاقتصاد يعتمد دائماً على هذه اللغة.. ومن نجاح إلى نجاح - بإذن الله -.
@shujaa_albogmi