الاتزان الانفعالي يعتبر من أهم الأدوات التي تساعد الإنسان على التكيف مع تحديات الحياة فهذه القدرة تمكنه من التحكم في مشاعره وانفعالاته مهما كانت الظروف المحيطة به، فعندما يتمكن الفرد من النظر إلى ماضيه برضا وتفاؤل ومعايشة حاضره بواقعية وعقلانية مع التخطيط لمستقبله بحكمة يصبح أكثر قدرة على مواجهة التحديات وتحقيق الرضا الداخلي وهذا ينعكس إيجابا على جودة حياته بشكل عام.
كما أن جودة الحياة ليست مفهوما سطحيا يقتصر على تحقيق الرفاهية المادية بل هي مفهوم عميق يشمل الجوانب النفسية والاجتماعية والروحية للفرد وعندما يتمكن الإنسان من تحقيق هذا التوازن في حياته الزمنية يصبح قادرا على الاستمتاع باللحظة الحالية دون أن يفقد التواصل مع ماضيه أو رؤيته لمستقبله.
من منظور علم النفس الإيجابي نجد أن أولئك الذين يركزون على العيش في الحاضر بعقل واع يتمتعون بجودة حياة أعلى من الذين يظلون عالقين في الماضي أو منشغلين بقلق المستقبل. لذا، فالتوازن الزمني يمنح الإنسان مساحة للتفكير بهدوء ويعزز شعوره بالاستقرار النفسي والسلام الداخلي. لذا، فان تطوير مهارة التوازن الزمني ليس أمراً سهلاً بل يتطلب وعيا عميقا وإرادة قوية فالشخص القادر على استخلاص العبر والدروس من ماضيه واستثمار حاضره في أعمال مفيدة مع وضع أهداف واقعية لمستقبله دون الانغماس في القلق أو التوتر هو الشخص الأكثر قدرة على تحقيق التوازن في حياته.
ختاما.. التوازن بين الماضي والحاضر والمستقبل يشكل الأساس الذي تقوم عليه حياة متكاملة ومستقرة.
@alsyfean