ارتبط الدهام بزمالة مع الفنان علي الرزيزاء بعد السليم الذي ترك أثرا في بداياته، وكان حضوره واضحا في نشاطات دار الفنون السعودية ومعارض الصالة العالمية للفنون التي أسسها السليم. كان ذلك يتوازى مع توجهه إلى الأعمال الخاصة عقب سنوات من العمل في سلك التعليم بعد تخرجه من معهد المعلمين. ارتباطه أو زمالته بالرزيزاء انتهى بمعرض هام أطلقا عليه اسم الرياض وكان يلخص نتاجا أصيلا ومتميزا للفنانين، فمع اختلاف اهتمامات كل منهما إلا أنهما يستقيان من مصدر واحد هو الرياض في تراثها الشعبي وفي مظاهرها الاجتماعية التقليدية التي كانت تتوارى خلف الحداثة في كثير من مجالات الحياة سواء المعمار أو المهن أو المظاهر العامة.
تتميز تجربة سمير الدهام بأصالة وحس فني عال وخصوصية منذ أعماله الثمانينية التي أطلقت اسمه وشخصيته الفنية، ثم التأسيس لمجموعة الرياض وقد تشكلت من عدة فنانين أقاموا معارضهم في أكثر من دولة يقودها الرزيزاء بخبراته وتقدير زملائه. رسم الدهام المكان بكل بهائه وجماله، كمن يستعيد الصور القديمة التي عاشها أو كان قريبا منها، يشتغلها على نحو من الجمال الفني الذي تتلخص معه الأشكال، كما يمنحها من حسه الفني وخصوصيته ما يضعها في سياق المفهوم القريب من المشاهد، يلتقي مع عدد من فناني المملكة في ارتباطهم بالأرض والبيئة والمكان مع التأكيد على الشخصية الفنية والقدرة على الإحالة الفنية في أبعادها ومضامينها وجمالها وخصوصيتها، ألوانه قريبة من النفس تزهو بالدفء والبارد يعمها الأبيض تارة والأسود تارة أخرى، يحمل شحنات من الجمال والروح الفنية المتقدة، وعندما يوظف الألوان المائية تظهر روحه الشفافة ورهافته الفنية. يتجدد ويتأمل كثيرا ويستعيد، وغزارة إنتاجه تعني حبه للفن والتفرغ والإخلاص له والقدرة على المزيد من العطاء والإبداع. عمل لفترة قصيرة في وزارة الثقافة والإعلام وكان له دور تنسيقي قبل إنشاء الجمعيات المتخصصة خاصة جمعية الفنون التشكيلية التي اشهرت عام 2007، كما أشرف على تحرير مجلة الفنون التي أصدرتها جمعية الثقافة والفنون.
أقام في مدينة القاهرة قبل وفاته وكان يرسم ويبعث من هناك، تعرض أعماله بعض القاعات الفنية المحلية وكانت تجد اقبالا وقبولا من الزوار والمقتنين، رحم الله سمير الدهام الفنان الذي أثرى الساحة بأعماله الفنية الأصيلة وأسلوبه المتميز.
[email protected]