من الجانب الزراعي، مليجة تتمتع ببيئة مثالية للاستثمار في الزراعة المستدامة. الأراضي الخصبة، إلى جانب الموارد المائية المتجددة، تُشكل أساساً قوياً لتطوير تقنيات الزراعة الحديثة مثل الزراعة المائية والزراعة الذكية باستخدام الذكاء الاصطناعي، الاستثمار في هذا القطاع لن يعزز فقط الاقتصاد المحلي، بل سيُسهم أيضاً في تحقيق الأمن الغذائي للمملكة. كذلك، يمكن أن تكون مليجة مركزاً لتطوير زراعة الأعلاف الحيوانية، ما سيدعم قطاع الثروة الحيوانية المزدهر في المنطقة، ولا يمكن الحديث عن مليجة دون الإشارة إلى ثروتها الحيوانية. تُعد البلدة مكاناً تقليدياً لتربية الإبل والماشية، وهو ما يُمكن أن يُطور إلى مشاريع حديثة لتحسين إنتاج اللحوم والألبان باستخدام تقنيات متقدمة.
إضافة إلى ذلك، يمكن إنشاء مصانع لمعالجة هذه المنتجات وتصنيعها، مما يفتح آفاقاً جديدة لفرص العمل والتنمية الاقتصادية ، في زيارتي الأخيرة اطلعت على مشاريع تربية النعام وهي مشاريع واعدة. من زاوية أخرى، مليجة لديها إمكانيات كبيرة لتصبح وجهة سياحية فريدة. تراثها المحلي ومنازلها القديمة يمكن أن يتحولا إلى نقطة جذب للسياحة التراثية، حيث يبحث السياح عن تجربة تجمع بين الماضي والحاضر. إنشاء منتجعات بيئية ومهرجانات ثقافية يمكن أن يضع مليجة على خريطة السياحة الداخلية والدولية، مما يُعزز من مكانتها كمقصد للباحثين عن الأصالة والهدوء. علاوة على ذلك، تمتلك مليجة إمكانيات هائلة في مجال الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية.
موقعها الصحراوي ووفرة أشعة الشمس يجعلها مكاناً مثالياً لإنشاء محطات طاقة شمسية متوسطة الحجم. هذه المشاريع لن توفر فقط طاقة نظيفة للمجتمع المحلي، بل يمكنها أن تكون مصدر دخل إضافي عبر تصدير الفائض إلى المناطق المجاورة. قطاع العقارات أيضاً يُعد من الفرص الواعدة في مليجة. مع تزايد النمو السكاني وارتفاع الطلب على الإسكان، يمكن أن تكون البلدة مكاناً مناسباً لإنشاء مشاريع إسكان ميسورة التكلفة، إضافة إلى مراكز تجارية وترفيهية تخدم سكانها والمناطق المجاورة. هذا التطوير العقاري لن يعزز فقط من البنية التحتية، بل سيزيد أيضاً من جاذبية مليجة كمكان للإقامة والاستثمار. خلال زياراتي لمليجة، كنت دائماً أُدهش بالإمكانيات غير المستغلة التي تحملها البلدة.
إن تطورها لا يتطلب فقط استثمارات مالية، بل يحتاج أيضاً إلى رؤية استراتيجية تُوازن بين الحفاظ على تراثها الأصيل ودفعها نحو التنمية الحديثة.
ختاماً، مليجة ليست مجرد بلدة صغيرة في المنطقة الشرقية، بل هي فرصة تنتظر من يستغلها. أوصي بشدة بالنظر في الاستثمار في هذه البلدة الواعدة، سواء في الزراعة، الثروة الحيوانية، الطاقة المتجددة، أو السياحة التراثية، مليجة ليست فقط مكاناً هادئاً في الصحراء، بل هي نافذة مفتوحة على مستقبل اقتصادي مليء بالفرص. إذا كنت مستثمراً يبحث عن وجهة جديدة، فإن مليجة تستحق أن تكون على رأس قائمة خياراتك، تواصل مع الجهات المحلية، واستكشف الفرص التي تجعل من استثمارك جزءاً من قصتها المستقبلية.
@malarab1