بعد 5 سنوات من ظهور فيروس كورونا المستجد وانتشاره في مختلف أنحاء العالم، ما زال الفيروس يتسبب في المرض ويوقع وفيات، وإن كان بمستويات أقل بكثير مما كانت عليه في ذروة الجائحة.
ومع ذلك، يُعتقد أن العدد الحقيقي للوفيات أعلى من ذلك بكثير.
وأدت الجائحة إلى شل الأنظمة الصحية وانهيار الاقتصادات ودفعت العديد من البلدان إلى فرض الحجر الصحي.
تحسين المناعة
في النصف الثاني من عام 2022، انخفضت معدلات الإصابة والوفيات بفضل تحسين المناعة إثر حملات التطعيم أو العدوى السابقة، كذلك، تحور الفيروس ليصبح أقل حدة.
وفي مايو 2023، أعلنت منظمة الصحة العالمية انتهاء مرحلة الطوارئ من الجائحة، ومنذ ذلك الحين، يبدو أن الفيروس أصبح متوطنًا تدريجًا، وفقًا للخبراء، مع ظهور حالات جديدة عرضية مثلما يحدث مع الإنفلونزا، وإن لم تكن موسمية.
كذلك، تراجع إلى حد كبير عن أن يكون حديث الناس عمومًا.
العالم يريد نسيان الجائحة
قالت ماريا فان كيركوف، مدير الاستعداد للجائحة بمنظمة الصحة العالمية الشهر الماضي: "يريد العالم أن ينسى هذا العامل المسبب للمرض الذي ما زال معنا، وأعتقد أن الناس يريدون أن يحيلوا كوفيد على الماضي، كما لو أنه انتهى، وأن يتناسوا أمره كأنه لم يكن، لأنه كان صادمًا جدًا".
من أكتوبر إلى نوفمبر 2024، سُجلت أكثر من 3000 حالة وفاة بسبب كوفيد في 27 دولة، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.
وسجل أكثر من 95% من وفيات كوفيد الرسمية بين عامي 2020 و2022.
ظهور المتحورات
منذ ظهور المتحور أوميكرون في نوفمبر 2021، حلت سلسلة من المتحورات الفرعية واحدة محل الأخرى باعتبارها السلالة السائدة في جميع أنحاء العالم.
في الوقت الحالي، فإن المتحور KP.3.1.1 المتفرعة من أوميكرون هو الأكثر شيوعًا.
وتضع منظمة الصحة العالمية المتحور XEC (سارس-كوف-2) وهي جزء من سلالات أوميكرون، تحت المراقبة، نظرًا إلى زيادة انتشارها، وإن كانت المنظمة لا تصنفه على أنه متحور خطير على المستوى العالمي.
لم تكن أي من المتحورات الفرعية المتعاقبة من سلالة أوميكرون أكثر شدة من غيرها على نحو ملحوظ، على الرغم من أن بعض الخبراء يحذرون من أنه ليس من المستبعد أن تكون السلالات المستقبلية أكثر قابلية للانتقال أو للتسبب بالوفاة.
تطوير اللقاحات والعلاجات
طُورت عدة لقاحات ضد كوفيد في وقت قياسي وأثبتت أنها سلاح قوي لمكافحة الفيروس، مع إعطاء أكثر من 13,6 مليار جرعة في جميع أنحاء العالم حتى الآن.
ولكن الدول الغنية استحوذت على جزء كبير من الجرعات الأولى، ما أدى إلى توزيعها على نحو غير متكافئ على بلدان العالم.
وما زالت بعض الدول توصي بجرعات التعزيز المحدثة للسلالة الفرعية JN.1 من أوميكرون، وخصوصًا للمجموعات المعرضة للخطر مثل كبار السن.
ومع ذلك، قالت منظمة الصحة العالمية إن معظم الناس - بما في ذلك كبار السن - لم يتناولوا جرعاتهم المعززة، وحتى بين العاملين في مجال الرعاية الصحية، كان معدل تناول الجرعات المعززة أقل من 1% في عام 2024.
كوفيد طويل الأمد
أصيب ملايين الأشخاص بكوفيد طويل الأمد، وهي حالة ما زالت غير مفهومة إلى حد كبير وتستمر لأشهر بعد الإصابة الأولى، وتشمل الأعراض الشائعة لها التعب وتشوش الذهن وضيق التنفس.
وقالت منظمة الصحة العالمية الشهر الماضي إن نحو 6% من المصابين بفيروس كورونا يصابون بكوفيد طويل الأمد، وإن هذه الحالات "ما زالت تشكل عبئًا كبيرًا على الأنظمة الصحية".
وما زال العلماء غير قادرين على فهم كوفيد طويل الأمد تمامًا، كما لا توجد اختبارات أو علاجات له، ويبدو أن الإصابات المتعددة بكوفيد تزيد من فرصة الإصابة بهذه الحالة.