لم ادرك بعد ماهية السر الكامن وراء الاختلاف الامريكي الذي لا يكاد يخفى على كل ذي بصر وبصيرة في التعامل مع كل من كوريا الشمالية والعراق فصحيح ان التباين لم يظهر الا مع ظهور الازمة العراقية التي استحكمت حلقاتها دون العثور لها على مخرج، الا ان ذلك التباين يظل سرا مغلقا على ذهني، وربما على اذهان شريحة لا يستهان بها من الناس، فاذا قلنا جدلا ان البلدين يميلان في نظاميهما السياسي الى الطيف (الديكتاتوري) فان كوريا الشمالية التي تملك رؤوسا نووية خطيرة، ويقال ان بحوزتها قنبلتين نوويتين عمدت الى اشهار طردها للمفتشين الدوليين من الوكالة الدولية الذرية ومنعتهم من القيام بأي مهمة داخل حدودها، وراحت تلوح (بعظمتها النووية) ان صح التعبير.. وعلى عينك يا تاجر.. دون ان يحرك البيت الابيض ساكنا.. بل لجأ الى صمت مريب رغم انه ضم هذا البلد الى (محاور الشر) التي يجب تقليم اظافرها، بل انه لم يقدم على تنظيم اي حوار معها حول امتلاكها لتلك الاسلحة الخطيرة.. بعكس تعامل الادارة الامريكية مع العراق.. فثمة جدل واضح وصاخب حول امتلاك بغداد لاسلحة نووية.. واغلب الظنون انها لا تملك اسلحة دمار شامل بعد الاغارة عليها وتدميرها ابان الحرب الخليجية الثانية.. ورغم ذلك فان الادارة الامريكية تناصب العراق العداء، وهو شغلها الشاغل في الوقت الحاضر.
امر عجيب ما يحدث.. فهذا الاختلاف في التعامل يدفع الى طرح تساؤلات عديدة يقف على رأسها: ماالسر الكامن في هذا الاختلاف؟ فخوف البيت الابيض من كوريا الشمالية مستبعد رغم ان هذا المحور من محاور الشر كما صنفته الادارة الامريكية اخذ يصرح دون تلميح بقدرته الفائقة على ضرب اي موقع داخل الولايات المتحدة ومصالحها في اي مكان؟
امر عجيب ما يحدث في هذا العالم.. واظن ان المستقبل القريب في ظل الاحداث المتسارعة الحالية سوف يفرخ لنا عدة امور اخرى قد يحوم حولها العجب ايضا.