لا نريد أن نكون متشائمين لنعترف بأن الوضع الراهن عربيا قد يكون في أسوأ حالاته .. ولن نكون سوداويين إذا اعترفنا بأن الوضع الدولي لا يقل سوءا ، فكفة الميزان عندما تميل على أحد جانبيها .. فإن هذا لا يعني سوى أن الحال مثلما هو برج بيزا المائل.. الذي رغم خطورته ، إلا أنه مقصد للسائحين وعابري السبيل ، ومجرد مزارٍ يتفرج فيه الناس على أخطر المشاهد المستمرة منذ أكثر من 300 عام تقريبا.
ربما يكون هناك خللٌ ما .. أو أكثر. ربما ـ ولا نريد أن نكون من هواة الترويج لنظريات المؤامرة ـ يجب علينا أن نبدأ كأمة ، شعوبا وحكومات ، أفرادا وجماعات بنوع من المكاشفة أو المصارحة أو الشفافية ، أو كيفما تكون حتى لو كانت الجلاسنوست أو البيروسترويكا على طريقة جورباتشوف في وسائل الإصلاح الروسية. العرب، كأمة والمسلمون كديانة والمنطقة كوحدة جغرافية مهددون بشكل أو بآخر..
ـ إسرائيل والمد الصهيوني القديم بأحلام تيودور هرتزل ونبوءات جبل صهيون وشارون من جهة ..
ـ أحداث سبتمبر التي كانت كارثية علينا جميعا ..
ـ وأيضا .. يجب أن نعترف بأن غزو الكويت واجتياح عاصمة عربية بيد عربية كان الجريمة الأكبر في القرن العشرين، والذي سيظل عاهة مستديمة في الجبين العربي المعاصر وهي الفاتورة الأغلى التي ندفعها منذ تطوع المملوك جابر ليعطي التتار على رأسه مفاتيح الخلافة العباسية لتسقط تحت أقدام هولاكو ، وللأسف ، كان رأسه ثمنا باهظا لخيانته. إذا وصلنا لهذه المرحلة المتقدمة، والشجاعة وعدم تحميل الشعوب فواتير تهورات واندفاعات أحبطت المشروع العربي الكبير كثيرا ، فسنكون قد قطعنا الخطوة الأولى على الطريق .. التي نأمل ألا يطول انتظارها.
اليوم