مازلنا نسمع بين فينة واخرى هجمات واتهامات على الامة الاسلامية تتعدى جميع الخطوط والحدود والاعراف حتى وصل الهجوم مداه، بالتعرض بالاساءة للنبي المصطفى عليه افضل الصلاة والسلام.
ليس غريبا ولا جديدا تعرض النبي صلى الله عليه وسلم للاساءة من قبل مستشرقين وقسيسين غربيين فالتاريخ البعيد والقريب حمل العديد من الشواهد على ذلك.
الجديد في الامر ان الامة الاسلامية لديها الان مجالات عديدة تسمح لها بالدفاع عن نبيها عليه افضل الصلاة والسلام. رأس المال العربي المستثمر في الغرب يبلغ مئات البلايين من الدولارات ومكاتب المحاماة المنتشرة في العالم والقوانين الغربية والصحافة والاعلام كلها قنوات يمكن استثمارها وتفعيلها خاصة في قضية تمس شخص وذات الرسول صلى الله عليه وسلم. القضية رابحة وفي اسوأ الحالات ستجعل من يفكر في الهجوم على النبي صلى الله عليه وسلم مستقبلا يتردد كثيرا قبل اقدامه كما ان اثارة القضية ستجعل الانسان الغربي يتعرف بصدق على الاسلام وعظمة وسماحة النبي صلى الله عليه وسلم.
النبي صلى الله عليه وسلم يساء اليه والامة اصابها "الوهن" وشل حركتها العجز والخوف، رأس المال الذي لا يحقق نصرا ولا يدفع شرا ولا يذب عن بنيه وعقيدته وهويته هو رأس مال مزيف وسينقلب وبالا على اهله في الدنيا والاخرة.
الدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم فرض وواجب على الامة وبالاخص قادتها واغنياؤها، ان النبي صلى الله عليه وسلم اعز علينا من انفسنا واحب الينا من اولادنا واعراضنا واموالنا فلم هذا التخاذل العجيب؟
لو ان احدا اساء الى اليهود لشن عليه رأس المال اليهودي حربا لا هوادة فيها ابتداء من اتهامه بالسامية وانتهاء بالمطالبة بسجنه وتغريمه حتى في القضايا التي يعلم اليهود بانها من الحقائق التاريخية. اعجب لهذا التناقض كيف يعتز اليهود بدينهم وهويتهم ويستميتون في الدفاع عن كل ماهو يهودي، وكيف توارى اهل الاسلام خلف جدر وحجب واغطية خوفا من رياح تنعتهم بالارهاب وتتطاول على دينهم ونبيهم وهويتهم.
ولكن العجب يزول عندما ندرك ان امة هانت عليها نفسها وبلادها ومقدساتها واضاعت خمسين عاما في الصراخ حتى فقدت صوتها، ليس بمستغرب ان تكتفي بالعويل والصمت الرهيب. هل نجد في هذا العصر من رجال الاعمال من ينتصر لنبيه، اشتروا اخرتكم فالدفاع عن النبي صلى الله عليه وسلم هو الصفقة الرابحة.
اللهم احيي الهمم في نفوس قد قاربت على الهلاك.