أخبار متعلقة
في المنطقة الصحراوية وعلى بعد 15 إلى 20 كلم جنوب مدينة القيصومة وحتى منطقة «الصمان»، تنتشر قصص كثيرة تروى منذ سنوات طوال عن « أبو نويرة «، والناس بين مصدق ومكذب يتداولون أخباره، فتارة يقال انه لحق بشخص في قلب الصحراء وطارده وهو في سيارته، وتارة تجده يقترب من أصحاب الإبل بأنوار تشبه أضواء السيارة حتى تتلاشى على مقربة منهم . قصص عديدة لا نعلم مدى صحتها، .. لكن ما أن وصلت القصة وأحداثها الكثيرة والمثيرة إلى أبناء القيصومة وحفرالباطن،حتى ذهب محبو المغامرة منهم إلى حيث المكان ليشاهدوا بأعينهم وربما دعا الفضول بعضهم لأن يخوض المغامرة بنفسه .. . « اليوم» أرادت الدخول إلى دهاليز القصة لتروي لكم هذه الحكاية لنرى ما إذا كانت واقعية أم أنها خرافة تناقلتها الأجيال، لذلك توجهنا الى الصحاري حيث يتواجد « أبو نويرة « : حقيقة أم خرافة « أبو نويرة» هو جان سمي بهذا الاسم لأنه يشعل الأنوار في الصحراء، وحين يشاهده أحد يبدأ اشعاع نور ضخم وكأنه سيارة قادمة إليك من بعيد ثم يبدأ ينحصر هذا النور حتى يصبح بحجم أنوار دراجة هوائية ثم يتلاشى عن الأنظار ويظهر في مكان آخر، وهذا المشهد متكرر منه مع اختلاف المواقف مع الأشخاص العابرين للمنطقة الصحراوية أو ملاك الإبل والأغنام هناك . . هذا قول وهناك كلام آخر انه يظهر على هيئة سيارة ويقترب ويسير بالقرب من الشخص وترى السيارة حقيقية ولكن لا تستطيع تمييز من بداخلها وهذا ما أورده لنا بعض الشباب من أصحاب المغامرة الذين ذهبوا إلى هناك بغرض مشاهدة هذا الجان ورغم اختلاف القولين إلا أنهم يتفقون على إشعاع نور قوي في البداية والقدوم إلى الشخص كذلك يتفقون على أنه لا يضر أحدا . مغامرات الشباب وهذه الأحاديث المشوقة والممزوجة بشيء من الرعب استهوت كثيراً من الشباب الذين ذهبوا الى هناك لمشاهدة « أبو نويرة « ومغامراته فنادراً ما تجد تلك المنطقة خالية من المارة فترات المساء خاصة الأوقات المتأخرة من الليل وأغلبهم من فئة الشباب قاصدين مشاهدة « أبو نويرة « أحداثهم كثيرة التي وقعت لهم في هذه المنطقة، فهذا هو عايد العنزي الذي يؤكد ذهابه إلى حيث يتواجد « أبو نويرة « وهناك وأثناء سيره في طريق صحراوي رأى ضوءاً من بعيد وقام بإطفاء النور واشعاله مرة حتى بدأ يقترب منه الضوء حتى وصل إليه وإذا بسيارة تمشي بقربه، ويضيف عايد: انتابني الخوف ولم أستطع النظر إليه وبدأت أكثر من الأذكار وأسرعت في سيارتي، وهو ظل بجانبي حتى وصلت أنوار الطريق بعدها قررت عدم الذهاب نظراً للرعب الذي عشته «. شريط قرآني فهد الظفيري من سكان حفرالباطن قصد « أبو نويرة « فضولاً منه ورغبةً في التأكد من وجود هذا الشيء أم أنه مجرد خرافة تناقلها الناس فاستعد هو وزملاؤه وتوجهوا إلى المكان بعد صلاة العشاء وأثناء سيرهم بعد أن أمضوا قرابة 20 كم في الصحراء شاهدوا ضوءاً بعيداً وبدأ بإصدار الإشارات له عن طريق أنوار سيارتهم وبدأت السيارة تدنو إليهم شيئاً فشيئاً إلى أن وصلتهم وكانت من نوع « جيمس « فهرعوا الى تشغيل شريط قرآني في جهاز التسجيل لديهم في السيارة ورفعوا الأصوات فأصبح صاحب السيارة يطلق المنبه ويريد استيقافهم فلم يبالوا لذلك ولم ينظروا إليه، وشاهد أحدهم صاحب السيارة يخرج يده ويطالبهم بالتوقف ولكنهم لم يتوقفوا إلا عند الطريق العام ليتفاجأوا أنه إنسان وليس جانا واتضح أنه صاحب أغنام قام بمطاردتهم ظناً منه أنهم لصوص وذلك بعد أن استوقفهم وتحدث معهم «. مطاردة ضوء شاب آخر يروي حكايته المرعبة حيث يقول :» توجهت إلى هناك وعند تعمقي وسط الصحراء شاهدت إضاءة على زجاج سيارتي الخلفي ولم يكن معي أحد وحين مشاهدتي لهذا الضوء انتابني الخوف واقشعر جسمي فعدت مسرعاً وأنا أسير، وكنت انظر الى الزجاج الخلفي وأرى النور فأزيد من سرعتي وأنظر لأجد الضوء خلفي يطاردني، كنت أراه أحياناً سيارة بضوئين وأحياناً بضوء واحد، وظلت هذه المشاهد تطاردني فترة عودتي التي استغرقت قرابة 15 دقيقة رغم سرعتي الزائدة إلا أن الضوء كان يسير خلفي بنفس المسافة، فتارة يأتي من جهة اليمين ثم يختفي فجأة، ثم يظهر من جهة اليسار، وهكذا لم يهدأ لي بال حتى وصلت القيصومة حيث اختفى الضوء» . رعاة الإبل وقصص الشباب كثيرة منها ما يؤكد مشاهدة ذلك الجان ومنها قصص لم تقف على الحقيقة ونحن أردنا الوقوف على هذه الحكاية في أرض الواقع فتوجهنا الى رعاة الإبل والماشية المتواجدين هناك لنرى ماذا لديهم من أثر « أبو نويرة» بحكم أنهم خير شاهد على أمره وعلى اعتبار قربهم منه ووجوده بينهم، وكانت جولتنا فترة العصر وأثناء ذلك قابلنا راعي أغنام على بعد 15 كم جنوب القيصومة وقال هذا الرجل انه جديد على المنطقة وهو قادم من منطقة صحراوية أخرى إلا أنه يسمع عن هذا الجني قصصا من الآخرين ولم يؤكد لنا حقيقة الأمر، مما دعانا الى التوجه إلى مواقع أبعد قليلاً حيث يوجد عدد كبير من رعاة الإبل والأغنام . مطاردة « وايت» وصلنا عند راعي أغنام من جنسية آسيوية، ولكنه يجيد التحدث باللغة العربية، وهو يعمل على رعاية الإبل منذ 20عاماً وهنا أيقنا أننا سنجد لديه شيئاً من السر الذي نبحث عنه، وبعد تبادل أطراف الحديث وجد أنه عاش قصة مع « أبو نويرة « ولكنه لا يعلم أنه حكاية زمن ويرى أنه مجرد جان صادفه في إحدى الليالي، وما حدث لهذا الراعي حكاية مثيرة رواها لنا حيث رواها لنا عبر مترجم فقال:» شاهدت أضواء سيارة تقترب من موقع أغنامي فظننت أنه لص فهرعت إلى سيارة « الوايت « وركبته وأدرت محركه وتوجهت الى السيارة، فبدأت تبتعد وكل ما اقترب منها تبتعد وبعد مسافة طويلة اختفى الضوء وإذا به يخرج من جهة أخرى، أيقنت بعدها أن الأمر ليس طبيعيا وأن ذلك ليس بشر وأنه جان فرجعت خائفا إلى أغنامي» . مشهد متكرر وهذا راع آخر يقول:» كنت قرب الإبل ذات ليلة وإذا بسيارة تتوجه نحوي وعند الاقتراب تختفي ثم تعود من جهة أخرى وتكرر نفس المشهد، وكان ضوء السيارة حين يكون بعيدا يظهر سيارة كاملة وحين الاقتراب يصغر حجم الضوء ويصبح ضوءاً واحداً، ولم أستطع النوم وظل الأمر كذلك طيلة ثلاثة أيام حتى حضر صاحب الإبل، وأخبرته بما حدث لي طيلة الفترة الماضية، فقرر أن يترك المكان وقمنا بالرحيل عنه قرابة 10 كم، وبعد أن تركنا ذلك المكان لم يحدث لي شئ من هذا النوع ولكن هناك شجرة بالية مررت عليها أثناء تجوالي في الصحراء، حيث كنت أسمع صوتا غريبا يصدر من الشجرة وعند اقترابي منها لا أسمع شيئا، وأستغرب وجود الشجرة وسط الصحراء رغم أنها ليست صحراوية، ومنظرها مخيف خاصة بالليل « .