أوشك الربع الأول من العام الجاري على الانتهاء، ومازالت حركة تداولات الأسهم بأسواقنا المحلية تعاني الركود، والكل يترقب الحرب المحتملة بالمنطقة للنزول إلى السوق لاقتناص الصفقات الرخيصة وتحقيق مكاسب ضخمة.
ما تشهده السوق المحلية حاليا، ليس وليد أسبوع أو شهر، إنما منذ نهاية الربع الثالث من العام الماضي، فالكل يترقب وينتظر تطور الأحداث وبدء الحرب المحتملة لشراء ما لذ وطاب من الأسهم الممتازة بأسعار زهيدة.
وعلى الرغم من النتائج الإيجابية لأعمال الشركات المدرجة أسهمها في السوق عن العام الماضي والتي من شأنها دفع التعاملات لتسجيل مستويات عالية وقياسية، إلا أن السوق ركدت في موسم النشاط السنوي.
متابعة أداء أسواق الأسهم الخليجية منذ مطلع العام الجاري وحتى الآن، تشير إلى أن الأمور تسير في مسارها الطبيعي، فأسعار الأسهم في ارتفاع ملحوظ، وحجم وقيمة التداولات يرتفعان نتيجة الإعلان عن البيانات السنوية للشركات، وهناك صفقات تتم على الأسهم المنتقاة، والأسهم الممتازة مازالت ممتازة، وكبار المستثمرين يتعاملون مع السوق بطريقة صحية، والصغار يأخذون أيضا نصيبهم من السوق.
كل هذا يحدث في الأسواق المجاورة التي ينطبق عليها ما يحدث في أسواقنا المحلية، فالحرب المحتملة ستؤثر بنفس القدر تقريبا على تلك الأسواق.
فهل هناك أسباب خفية لا نعرفها دفعت بالسوق المحلية للدخول إلى حالة الركود الحالية؟
الموضوع باختصار شديد، هو التربية الاستثمارية الخاطئة التي نشأ عليها بعض المستثمرين بالأسهم، فاقتناص الصفقات شيء متبع في كافة البورصات العالمية، ولكن حساباتها فقط هي المختلفة في أسواقنا المحلية، فطول المدة التي ينتظرها المستثمرون حاليا لتحقيق مطامعهم من شراء الأسهم بثمن بخس تعدت نصف السنة تقريبا، وخلال تلك الفترة لم يتم توظيف الاستثمارات على النحو الأمثل، فهي مدة ركد فيها المال ولم يستغل، وكان من الأفضل الدخول إلى السوق بقوة للشراء خاصة في الربع الأول من العام الجاري واستغلال الارتفاع الموسمي للأسهم لإنعاش السوق، وإلى أن تظهر ملامح الحرب المحتملة كاملة، من الممكن حينها تصيد الفرص واستغلال الأوضاع لتحقيق المكاسب، ولكن ما حدث أصاب السوق بمرض، في الوقت الذي تتمتع فيه بكامل عافيتها.