عزيزي رئيس التحرير
تدخل جائزة الملك فيصل العالمية في دورتها الرابعة والعشرين منعطفا هاما ومرحلة دقيقة وحساسة وسط ظروف واحداث ساخنة تشهدها المنطقة والعالم بأسره. ومع مرور الدورات السابقة لها بدأت الجائزة تخطو خطوات متقدمة ومتطورة عاما بعد عام. ومع الأهمية البالغة لهذه الجائزة وما تمثله من جوانب روحية وفكرية وحضارية وعلمية وانسانية الا انها ظلت مظلومة من ذوي القربى سواء القائمين عليها او وسائل الاعلام المحلية والاقليمية والعربية من مرئية ومسموعة ومقرؤة.
فهذه الجائزة على الرغم من اهميتها ومكانتها ومكانة صاحبها في قلب العالمين العربي والإسلامي بل والعالمي الا انها لم تحظ بالنصيب الوافر من الاهتمام سواء بعقد الندوات والمحاضرات والرسائل اليومية عنها او باقامة فعاليات تغطى عبر وسائل الاعلام المختلفة سواء المحلية او الاقليمية او العربية او عبر القنوات الفضائية الخاصة او عبر انتاج افلام وثائقية وتعريفية عن الجائزة وصاحبها تبث عبر وسائل الاعلام المختلفة. وبالنظر للواقع اليوم نجد ان التغطية للجائزة اعلاميا هي تغطية خجولة ولا ترقى لمستواها وقيمتها المعنوية والمادية. والتغطية المصاحبة للجائزة تأتي لابراز حضور الراعي الرسمي للجائزة والذي عادة يتمثل في ولي الامر - حفظه الله - او من ينيبه لتسليم الجائزة. اما عن الجائزة واعداد البرامج واستضافة الفائزين عبر وسائل الاعلام وعمل حلقات وبرامج خاصة تذاع عبر القنوات الفضائية والارضية وموجات الاثير فلا يوجد فمازال مفتقدا. كما ان عمل لقاءات صحفية مع الفائزين وابراز الجائزة على الوجه اللائق بها يكاد يكون معدوما. فالى متى يستمر هذا الوضع غير المنصف للجائزة وصاحبها. ان جائزة تحمل اسم الفيصل لهي جديرة بان تكون اخبارها تملأ وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة في مشارق الارض ومغاربها. وجائزة عالمية تقدر العلم والعلماء والانسانية والعلوم والمعارف تنطلق من ارض الحرمين الشريفين وبرعاية كريمة ودعم واهتمام بالغ ولا محدود من ولاة الامر حفظهم الله تعالى لهي جديرة بان يعرف بها ويعلن عنها بل وتطبع الملاحق والدوريات والكتيبات الصغيرة التعريفية عنها وتوزع عبر منافذ التسويق للصحف والمجلات. اننا اليوم ونحن نمر في ظروف بالغة الدقة ونتعرض لهجمة شرسة ومحمومة اعلامية وفكرية تحاول المساس بنا واستهداف معتقداتنا وهويتنا وثوابتنا ومكتسباتنا العربية والاسلامية والحضارية وفي ظل الاحداث الراهنة والعاصفة والتطاول علينا لفي أمس الحاجة لابراز هذه الجائزة العالمية للرأي العام العالمي والاسلامي والعربي التي تعبر عن قيمتنا وفكرنا وتقديرنا للعلم والعلماء والمعارف ولهي أبلغ رد واصدق منطق لكل ما يواجهنا ويواجه مجتمعنا اليوم من اضغان واحقاد ونحوها. نناشد المسئولين الكرام ـ وعلى رأسهم سيدي صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل القائمين على الجائزة العمل على ابرازها بما يليق بها وبمكانتها ومكانة صاحبها, ونناشد وسائل الاعلام المحلية والاقليمية والعربية والقنوات الفضائية انصاف هذه الجائزة العالمية وابرازها للرأي العام بما يليق بها.
@@ ناصر عبدالله آل فرحان ـ الرياض