توصل فريق بحثي بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث بالرياض إلى إيجاد علاقة موثقة بين الفوارق الجينية للحمض النووي للمتقدرات mtDNA وبين الآثار الجانبية المتأخرة لمرضى السرطان الذين تم علاجهم بواسطة العلاج الإشعاعي.
الدراسة التي نشرت مؤخرا تصدّرت مجموعة أبحاث علاج السرطان الإكلينيكية في المجلة العالمية لأبحاث السرطان السريرية Clinical Cancer Research والتي تصدر من المنظمة الأمريكية لأبحاث السرطان AACR. وترأس الفريق البحثي رئيس شعبة الأبحاث البيولوجية الإشعاعية بقسم الفيزياء الطبية الدكتور غازي الصبيح.
وشملت الدراسة التي أجريت بمختبر الأبحاث البيولوجية الإشعاعية التابع لقسم الفيزياء الطبية بمركز الأبحاث 32 حالة منتقاة لمرضى مصابين بأورام سرطانية في الرأس والعنق و تم علاجهم إشعاعيا.
وبينت الدراسة وجود ارتباط وثيق بين النمط الجيني A10398G في الجين ND3 للمتقدّرات Mitochondria, وحدوث ارتكازات نسيجية قوية متأخرة للعلاج. واضافت الدراسة ان النمط الجيني المتنحي المؤهب لحدوث الاثار الجانبية مترافق مع انخفاض في نشاط السلسلة التنفسية للمتقدّرات مما يدعم نتائج الدراسة.والحمض النووي للمتقدّرات متوارث من بويضة الأم فقط وهو موجود في هَيْولي الخلية (cytoplasm) بشكل دائري ونسخ متعددة. ويعتبر هو المرجع الأول لعلم اقتفاء أثر الإنسان منذ الأزل ودراسة أنساب الشعوب وسلالاتها.
ونوّهت الدراسة والتي تعد الأولى من نوعها إلى مدى تداخل الفوارق الجينية للمتقدّرات بالحساسية الإشعاعية بالاضافة الى الفوارق الجينية المعروفة سابقا والمتواجدة في نواة الخلية. وبهذا تربط هذه الدراسة ولاول مرة علميا بين الفوارق الجينية للمتقدرات وبين حدوث الآثار الجانبية التي قد تؤثر على نوعية الحياة بعد الشفاء من الورم لدى بعض المرضى.
وأوصت بالبحث بشكل أكبر في كيفية إدخال هذه الفوارق الجينية ضمن الخطة العلاجية الاشعاعية للمريض لتفادي المضاعفات.
