رفع مستثمرون يملكون مصانع ذهب وطنية خطابات لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية يوضحون فيها مبرراتهم في عدم القدرة على سعودة مصانع الذهب خاصة فيما يتعلق بمهنة الصاغة. وذكروا في خطاباتهم ان مهنة صياغة الذهب يدخلها المهنيون منذ سن مبكرة ولايمكن ان يطلق عليهم صاغة الا بعد 10 سنوات من بداية امتهانهم هذه الصنعة، لذلك لايمكن سعودة هذه المهنة على المدى القريب، خاصة ان السوق يفتقد حاليا الايدي السعودية المدربة. واضافوا في خطاباتهم ان مهنة صياغة الذهب ليست مهنة عادية يمكن اكتسابها بالممارسة والتدريب والتعليم، فهي من اصعب المهن التي تحتاج الى تعود الايادي عليها بخفة ورشاقة والوصول الى هذه المرحلة لايتم الا بعد ممارسة لاتقل عن 8 سنوات.
واشاروا الى انه يمكن سعودة محلات البيع والتسويق وادارات المصانع، الا ان مهنة الصاغة لايمكن سعودتها في المرحلة الحالية او في المستقبل القريب.
واكدت مصادر في السوق ان مجموعة كبيرة من اصحاب المصانع التقت بأحد مسؤولي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية وعرضت عليه المشكلة، فأخطرهم انه لايمكن اعطاءهم استثناءات لان ذلك ربما يؤدي الى وجود ثغرة في النظام، لكنه طلب منهم التقدم بخطابات لمكاتب العمل في المناطق وشرح الموضوع، فتقدموا بهذه الخطابات الى مكاتب العمل في جدة والرياض والدمام ورفعت بدورها تلك الخطابات الى وزارة العمل.
واشارت المصادر الى ان تلك الخطابات موجودة في وزارة العمل منذ نحو شهرين ولم يتم الرد عليها حتى الآن.
وبررت تأخر الرد من قبل الوزارة باقتناعها التام بما جاء في تلك الخطابات، ليبقى الوضع راكدا فليس هناك تدقيق من وزارة العمل بسعودة مهنة الصاغة وليست هناك متابعة من المستثمرين لمصائر تلك الخطابات.
واكدت المصادر ذاتها ان المضي بجدية في سعودة مهنة الصاغة سيؤدي الى اغلاق المصانع المنتجة في المستقبل القريب، لان المهنة تحتاج الى فترة تدريب لاتقل عن 10 سنوات، كما تتطلب مصروفات اضافية ستنعكس سلبا على المستهلك النهائي.
وتوقع احد المستثمرين ان يتم التغاضي عن فكرة سعودة الورش الخاصة بصياغة الذهب على المدى، حتى يتم افتتاح اقسام في المعاهد المهنية والكليات التقنية لتدريب السعوديين على المهنة وبعدها يتم تطبيق الفكرة بشكل جدي، لان السوق حاليا لايضم اي سعوديين متخصصين في شغل الذهب.
وتسيطر على الاسواق المحلية المشغولات القادمة من اليابان وكوريا ودول مجلس التعاون الخليجي وتأتي الصناعة الوطنية في المرتبة الرابعة.
وتعد المشغولات اليابانية الاكثر سعرا لذلك تخصص هذه المشغولات لطبقات رفيعة من المجتمع بسبب ارتفاع اسعارها نظرا لتكلفتها العالية، حيث تصل اجرة الايدي العاملة في هذه المشغولات الى 28 ريالا للغرام الواحد، يليها الكورية التي تصل اجرة الايدي العاملة فيها الى 19 ريالا للغرام الواحد ، بعدها مشغولات دول مجلس التعاون الخليجي التي تصل اجرة الايدي العاملة فيها الى 9 ريالات للغرام الواحد، وهذه الاجور تمثل اجرة كل فرد على حدة ولا توزع على جميع المهنيين. ويكثر الطلب حاليا على المشغولات الوطنية بسبب قلة اسعارها وجمالها وجودتها التي لا تقل عن مثيلاتها.
وتعد (البناجر) اكثر المشغولات الذهبية تداولا في الاسواق المحلية بسبب قلة الفرق بين اسعار البيع والشراء بالنسبة للمستهلكات اللاتي يرغبن دائما في التغيير والتجديد، فيقمن ببيع مالديهن واستبدالها بأنواع جديدة وحديثة بفارق سعر بسيط جدا.
