يقول الله عز وجل في كتابه الكريم : ( ليجزيهم الله أحسن ماعملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب ) سورة النور الآية (38).
هل فكرنا ملياً في ان من أجلّ النعم على المرء - بعد الإسلام - هو ذاك العلم الذي يخرج صاحبه من الظلمات إلى النور ويجعله سيداً بين قومه وعشيرته؟
وهل اقتنعنا أنه بتفاوتنا في درجة طلب العلم يكون التفاوت في المكافآت والعطايا والدرجات العليا تفاوتاً يليق بصاحبه؟.
أملك من الشهادات الدراسية ما يجعل كل واحدة منها تشغل في نفسي مكانة وحظوة.. فهي الوثيقة والسلاح والمفتاح معاً .. وهي قبل هذا وذاك شرفُ أنتمي به إلى مصاف المعلمين والمتعلمين.
ومع أن هذه الشهادات تحمل في مضمونها ما يشير إلى أن هناك تميزاً وتقديراُ عالياً حملته صاحبته حتى وصلت في إحداها إلى مرتبة الشرف ؛ إلا أن هناك شهادتين أعتز بهما كثيراً ما حييت.
إنها الشهادة الابتدائية التي منّ الله بها عليّ أن أحصل على الترتيب (12) على جميع طالبات المملكة (والأولى) على طالبات المنطقة الشرقية وكان ذلك في عام 1385هـ ، وشهادة معهد إعداد المعلمات في عام 1388هـ التي حباني ربي بحصولي على الترتيب (الرابع) على جميع طالبات المملكة، (والأولى) على طالبات المنطقة الشرقية.
لطالما تمنيت وقتها أن يكرم المتفوقون في حفل أشبه بحفل (جائزة التفوق العلمي) لما لهذا الحفل من تقدير معنوي ومادي ومالي يعتز به كل متفوق ومتفوقة.
ومن ذلك العام وحتى تاريخ 1405هـ لم يظهر في أفق المنطقة الشرقية ما يشير إلى تنظيم مثل هذا الحفل الرسمي للتفوق العلمي لا فكرة ولا تنفيذاً .. حتى جاء يوم 6/3/1406هـ ومع شروق شمس هذا اليوم كانت جائزة (صاحب السمو الملكي الأمير / محمد بن فهد للتفوق العلمي) والتي جاءت تعبيراً عن تقدير من شخصه الكريم لأبنائه وبناته المتفوقين.
خمسة عشر عاماً وحفل التفوق يدخل الفرحة إلى قلوب المئات وعشرات الأسر في المنطقة الشرقية ، ويزف للوطن نوابغ برزت في مجال التعليم في مراحله المختلفة.
بورك أميرنا.. وبورك كل من سعى مخلصاً لله لإحياء سنة مباركة.
جعلك الله - يا ابن الفهد - ذخراً لوطننا ولمنطقتنا الشرقية وللرعية المخلصة.
* مساعدة مديرة إدارة الإشراف التربوي
ورئيسة شعبة التطوير التربوي
