انعكست آثار الحملات الاعلامية في الغرب ضد المسلمين منذ احداث الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة على سلسلة من اللقاءات الاوروبية التي قد لايخلو احدها من بحث قضية مكافحة الارهاب، وربطها بشكل مباشر بالمسلمين تحديدا في اصقاع الدنيا، وكأن غيرهم من ديانات اخرى لا يرتكبون اعمالا ذات مفاهيم ارهابية وفقا لمعطيات تلك الحملات، رغم علم الجميع ان الارهاب ظاهرة لا دين لها ولا وطن ولا جنسية، وقد جاء واحد من تلك الانعكاسات في التقاء وزراء خارجية الدول الثماني الاوروبية الكبرى في باريس يوم الاثنين الفائت، وقد كان على رأس اجندتهم كيفية مكافحة الارهاب، والخطأ الذي ارتكب في هذا اللقاء كسابقه من اللقاءات هو اتهام المسلمين الافتراضي بأنهم ارهابيون حتى يثبتوا العكس، وهنا يتضح حجم الاعلام الغربي الذي شوه صورة المسلمين بين صفوف الرأي العام، وشوه صورتهم امام المسؤولين في القارة الاوروبية، وظهر على السطح في عواصم تلك الدول مصطلح (الارهاب الاسلامي) الذي اخذ يتردد دون روية من مطلقيه، ودون النظر لمردوداته السيئة على علاقات دول الامتين الاسلامية والعربية بدول القارة الاوروبية، وقد نسي أولئك المروجون لذلك المصطلح او تناسوا ان الاعمال الارهابية الفردية لمن يدعون انتماءهم للاسلام في اي مكان لا يمكن ربطها بأي شكل بحياة المسالمين الملتزمين بالقانون في الدول الاوروبية وامريكا الشمالية ويبلغ تعدادهم اكثر من ثلاثين مليون مسلم، وليس من العدل والانصاف في شيء ان يستهدف الملايين من المسلمين في حلهم وترحالهم لمجرد دعايات اعلامية مغرضة تريد النيل ظلما وتعسفا منهم ومن عقيدتهم، ويبدو ان الحاجة اضحت ماسة وضرورية وملحة لحوار هادئ وعقلاني بين الدول الاوروبية والدول الاسلامية لايجاد افضل وامثل الطرق الكفيلة بمكافحة ظاهرة الارهاب دون النيل من المسلمين الابرياء او الحاق الأذى بهم.