أخبار متعلقة
رحلة الكفاح التي سطرها صالح احمد بوسحة في أرامكو السعودية، متنقلا بين عدة وظائف، حملته الكثير من المسؤوليات، بدأها مع والده في المقاولات، لينتهي مسئولا في قسم التنويم والطوارئ في عيادة الأحساء التابعة للشركة.
هو أب لستة أولاد، صلاح، فيصل، عيسى، سالم، محمد، وعبد العزيز، و6 بنات، متزوج من اثنتين، وإخوانه احمد، محمد، إبراهيم، عبد الرحمن.
التقينا به فكان هذا الحوار.
طفولة ودراسة
@ في البداية حدثنا عن طفولتك ؟
ـ ولدت في مدينة الأحساء بحي الشعبة في عام 1397هـ، في حي شعبي متواضع، بين أحضان والدي (رحمه الله)، الذي تعلمت منه الكثير، حيث حرص على تعليمي، من خلال متابعتي دراسياً.
@ على ذكر الحي الشعبي من هم جيرانكم في ذاك الوقت؟
ـ أتذكر منهم عائلة الكري، الحسن، المهنا، والعوض، وغيرهم من العوائل التي انتقلت إلى أماكن أخرى، نظرا لعوامل التطور في المنطقة.
خبز وتمر
@ وماذا عن تعليمك؟
ـ التحقت بالدراسة عام 1387هـ، بمدرسة عبد الرحمن بن عوف الابتدائية، التي أصبحت حاليا مدرسة الهداية، وكانت قريبة من منزلنا.
@ هل تتذكر من هم أساتذتك في تلك الفترة؟
ـ أتذكر جيدا مدير المدرسة حمد الشهاب، ووكيل المدرسة محمد بوسحة، أما المعلمون فمنهم عبد الله العبد القادر وحسين الجمعان.
@ هل يمكن أن تصف لنا كيف كانت المعيشة آنذاك؟
ـ كانت المعيشة آنذاك صعبة، أكلنا خلال الفسحة كان عبارة عن خبز وتمر فقط، وبالرغم من ذلك كنا سعداء، ولكن الحال تغير الآن تماما، حيث أصبحنا ننعم بالخير في بلد الخير.
@ ماذا عن المرحلة المتوسطة؟
ـ الدراسة كانت في مدرسة خالد بن الوليد، في شارع النجاح بالمبرز، ومديرها آنذاك كان احمد سيف السعدون، وأبرز المعلمين احمد الزويمل ودخيل الدخيل.
العمل في أرامكو
@ وهل أكملت دراستك بعدها؟
ـ في الحقيقة كنت اطمح في العمل، وحاولت بعد التخرج من المتوسطة أن التحق بالعمل في شركة أرامكو السعودية وبالفعل حققت ما كنت اطمح له.
@ كيف حدث ذلك؟
ـ سمعت في أحد الأيام أن أرامكو ترغب في توظيف السعوديين، فطلبت المساعدة من أخ والدي من ألام عيسى سلطان العجاج، وبالفعل كان له دور كبير في توظيفي، فذهبت إلى الظهران مع احمد الرشيد وعلي العوض، وأتذكر أننا سافرنا بواسطة سيارة تاكسي من المبرز إلى الهفوف، ومنها إلى الدمام.
نقطة تفتيش التاكسي
@ هل كانت الرحلة متواصلة أم انه كانت هناك محطات توقف؟
ـ بالطبع كانت هناك محطات توقف، فالطرق في تلك الأيام كانت مختلفة تماما عن اليوم، فقد استغرقت الرحلة من الهفوف إلى بقيق ساعتين، تخللها توقف عند شركة الأسمنت لتفتيش المسافرين، وهذا يستغرق وقتا طويلا، ثم إلى مركز (قونان).
@ حسنا وماذا بعد أن وصلت إلى الدمام؟ ـ بعد أن وصلنا إلى الدمام ذهبنا إلى العم عيسى العجاج، فأخذ منا الشهادات والصور، وأجرينا الفحص، ثم انتقلنا إلى الظهران، وأتذكر أن ذلك اليوم كان أول أيام رمضان عام 1977م، وبعدها رجعنا إلى الأحساء في أحد باصات (تاسكو) الخضراء.
التدرج الوظيفي
@ هل انتظرت طويلا قبل استلام الوظيفة؟
ـ لا.. أبدا بعد أسبوعين تم استدعائنا واستلمنا البطاقات، وذهبنا بعدها إلى مكتب التوظيف بالظهران، ودرست سنتين في مركز التدريب، ولقد عملت خلال فترة عملي في أرامكو السعودية في العديد من الوظائف، فقد عملت في معمل الكهرباء ببقيق سنتين، وبعدها عملت في عيادة أرامكو المبرز، وكان في استقبالي رئيس المستشفى، وقتها حماد الحماد، وعملت بعدها 17 سنة، تدرجت خلالها من كاتب إلى مسئول قسم ملفات الأشعة، ومنها إلى رئيس نوبة في قسم الإسعاف، ومن ثم مسئول قسم التنويم والطوارئ، وأخيرا انتقلت إلى السفانية، لأعمل في مجال مختلف تماما، وهو منسق التدريب في السفانية لأحد المعامل هناك.
@ من هم زملاؤك في العمل ؟
ـ نظرا لعملي في أكثر من مكان، لذا فأنني تعرفت على الكثيرين، أتذكر منهم عبدالعزيز الرشيد، عبدالله العتيبي، حماد الحماد، محمد العتيبي، صالح سبيلة، حمد الدوسري، سعد المعقل (رحمه الله)، فيصل الخالدي، ناجي العتيبي، بائع الشمري، حسين الجوهر وعادل الهزاع.
أصعب موقف
@ ما أصعب موقف تعرضت له في حياتك ؟
ـ ربما يكون أصعب موقف بالنسبة لي هو وفاة والدي (رحمهما الله)، فوالدي كان يعلمني الاعتماد علي نفسي، وتعلمت منه الصبر والأدب والخلق الطيب، وقد كنت أعتبره بمثابة مدرسة لي، وأتذكر إنني عملت معه في البناء، حيث كان مقاولا واستمررت معه حتى بلغت 15 سنة، ولقد كنت أحبه كثيرا، وكذلك والدتي التي كانت تعيش معي، وفقدتها هي الأخرى، بعد ان ظلت معي 13 سنة (رحمهما الله).
مجلس العائلة
@ تعتبر عائلة بوسحة من العوائل المتكاتفة والمعروفة في مدينة المبرز حدثنا عن مجلسكم؟
ـ يعتبر مجلس بوسحة المجالس القديمة نسبياً في مدينة المبرز، عمره الآن 40 سنة، أسسه الوالد سالم احمد بوسحة عام 1386هـ، حيث كانت العائلة تتجمع كل يوم أربعاء وخميس، ولقد وضعنا ميزانية خاصة بالمجلس، سميناها (صندوق المجلس)، لتغطية النفقات خلال أيام الأعياد والمناسبات الخاصة، والعائلة كبيرة، حيث يبلغ عدد أفرادها 100 فرد تقريبا، والاهم في هذا المجلس هو التكاتف والتعاون بين أفراده، حيث يشاركنا في المجلس الأهل والأقارب، فهناك الأخوال عبدالله واحمد البخيت، إبراهيم العيد، الأخ محمد بوزكي، الأخ إبراهيم، عبد الرحمن، الخال محمد، ابن العم محمد بوعيسى العجاج، ولقد تم إنشاء نشرة تعنى بالأسرة، تتعدد فيها المواضيع، فهناك الدينية، الثقافية والمسابقات.
@ بماذا يتميز هذا المجلس؟
ـ ربما يكون الأهم هو تخفيض المهور، فلا تتجاوز 15 ألف ريال، وهناك بعض الأفراد قدموا مهوراً لم تتجاوز 100 ريال، وهذا أمر يعيننا جميعا في سبيل التكاتف والتواصل، وهو الأهم.
الضيف في مرحلة الشباب
بوسحة مع أولاده وأحفاده