DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C
national day
national day
national day

من حرب مارس إلى فيروس سارس

من حرب مارس إلى فيروس سارس

من حرب مارس إلى فيروس سارس
أخبار متعلقة
 
هناك وفي هونج كونج وبمنطقة سكنية تدعى مساكن حدائق اموي سجلت السلطات الصينية حالات اصابات تنفسية حادة بين سكان المنطقة والذي ادى الى وفاة الكثير من المصابين. وبدا حينئذ ان المرض ليس كالمعتاد وبدا ان لكل منطقة من مناطق العالم الثالث نكبات ونكبة جنوب شرق آسيا هو من الامراض القاتلة. فلسنا ببعيدين عن وباء الانفلونزا الذي ارعب العالم وقتل ما يقارب 40 مليونا في عام 1918م وقيل حينئذ انه انفلونزا الدجاج او قد يكون الخليط الجيني الناتج من اصابة الخنازير في انفلونزا الدجاج وانفلونزا الانسان, ولكن هذه المرة لم يكن المسبب هو فيروس انفلونزا الدجاج وبدأ البحث عن المسبب وكان ذلك في الاسابيع الاولى من شهر مارس 2003م. وفي هذا الشهر تزامنت رؤيتنا لسقوط شهداء حرب العراق وضحايا مرض الالتهاب الرئوي الحاد القاسي او بما عرف بمرض سارس (SARS) Sever Acute Respiratoty Syndrdrome وعندما وردت التقارير لمنظمة الصحة العالمية (WHO) عن ظهور حالات تلو الاخرى في المناطق المجاورة من الصين وغيرها بدأت سلسلة من الاجراءات الفورية لمعرفة سبب المرض والحد من انتشاره. وللاسف انتقل المرض من جنوب شرق آسيا الى مناطق بعيدة عبر المسافرين وظهر في كندا ودول اخرى كثيرة في الثاني عشر من مارس ظهر اول نداء من منظمة الصحة العالمية كاستجابة مباشرة لانتشار مرض سارس وفي 15 من شهر مارس 2003م اصدرت منظمة الصحة العالمية نصائح طارئة للمسافرين تبعتها نشرة اخرى في 27 من نفس الشهر وذلك للحد من انتشار المرض وتفشيه على سطح المعمورة. وشملت هذه النشرات نصائح وتوجيهات للمسافرين عن المرض وطرق انتشاره وكيفية تلاشي الاصابة. ورغم ذلك نسمع كل يوم عن ظهور حالات في مناطق جديدة والتي قد يكون انتقل اليها مصابون من سكان المناطق الموبوءة او عاد اليها مواطنون كانوا في رحلات لتلك المناطق. وحتى الآن مازالت الحالات التي اعلن عنها قليلة ولكنها قد تنفجر الى اعداد متضاعفة اذا لم تواجه المشكلة حتى الآن (5 مايو 2003م) تم تسجيل 6583 حالة (4280 حالة في الصين) مات منها 461(206 حالات وفاة في الصين) وشفى منها 2764 في 30 دولة. ما مرض سارس (SARS)؟ مرض تنفسي خطير تم تسجيله في مناطق شرق وجنوب آسيا وترونتو بكندا واعراضه هي ارتفاع في درجة الحرارة الى اكثر من 38 درجة مئوية, سعال جاف, ضيق في التنفس واحتقان في الزور مع تغيرات في الرئتين تدل على التهاب رئوي وتظهر بافلام اشعة اكس. ومعظم الحالات التي سجلت كانت بين الاعمار 25 - 70 سنة مع حالات قليلة بين الاعمار الاقل من 15 سنة. فترة حضانة المرض (اي من الاصابة الى ظهور الاعراض) من 2 -10 ايام بعدها يبدأ المرض بأول علاماته وهي الحمى والتي تتبعها احيانا رجفات وصداع والم في العضلات. وقد تظهر اعراض رشح في البداية في حالات بسيطة. اما الاعراض العصبية فهي لم تسجل والاصابات المعوية غير متوقعة بالرغم من ظهور حالات اسهال عند عدد قليل من المرضى عند ارتفاع درجة الحرارة ولكن لم يسجل هذا الا في حالات قليلة من مصابي اموي بهونج كونج. اما الخطورة فتبدأ بعد 3 - 7 ايام من ظهور الاعراض حيث تصاب الرئتان مصحوبة بسعال جاف وضيق تنفس وقلة اكسجين وقد يحتاج من 10 - 20% من المصابين الى الوضع في غرفة العناية المركزة وتنفس صناعي. ونسبة الوفاة حسب ارقام تقارير منظمة الصحة العالمية هي 14%. مسببات سارس حتى الآن يعتقد ان المسبب هو فيروس من الفيروسات التاجية (Coronavirus) وسميت بالتاجية لان سطحها الخارجي مغطى ببروزات تجعلها تشبه التاج وذلك عند فحصها بالمجهر الالكتروني. وهذه الفيروسات عرفت كمسببات لاعراض برد عام في الانسان وكانت تصيب الاجزاء التنفسية العليا فقط ولكن هذه المرة امتدت الاصابة الى الاجزاء السفلى من الجهاز التنفسي. فهل هذا نوع جديد بطفرة جديدة من الفيروسات التاجية؟ وهذا ما يتوقعه بعض العلماء. وهناك انواع من الفيروسات التاجية تصيب الحيوانات والطيور بأعراض مختلفة منها تنفسية وهضمية او حتى عصبية. ومن المعتقد ان هذا الفيروس الذي يسبب السارس هو نوع متطفر من اصل حيواني او طيري ولذلك فقد ظهر باعراض جديدة. ونفس الشيء كان متوقعا مع فيروس الانفلونزا الذي هاجم الانسان بنفس المناطق منذ سنوات قليلة.. ومازال البحث جاريا. الجدير بالذكر ان مقاومة فيروس مرض سارس للظروف البيئية تختلف عن مقاومة الفيروسات التاجية لنفس الظروف. حيث ان فيروس سارس يحتفظ بعدوانيته وضراوته لمدة يومين في البراز ولمدة 24 ساعة في البول. ويحتفظ الفيروس بعدوانيته وضراوته لمدة لا تقل عن 4 ايام في براز الاشخاص المصابين في الاسهال وذلك نتيجة انخفاض درجة الحموضة. ولكن ينصح وبشدة استخدام المطهرات لتطهير وتنظيف اغراض المريض حيث ان فيروس سارس حساس لمعظم المطهرات المتداولة في الاسواق. والسؤال هو: هل هذا الفيروس هو المسبب الحقيقي والوحيد لمرض سارس؟ والاجابة غير معروفة. اذ ربما يشترك مع هذا الفيروس عامل آخر فيروسي او بكتيري ولابد من عزل الفيروس بصورة نقية واحداث نموذج حيواني تجريبي للمرض في حيوانات التجارب. بالرغم من ذلك هناك تقرير في 19 ابريل يؤكد ان فيروس تاجي هو سبب مرض سارس. والآن اعلم ان الكثير من التساؤلات تدور بذهن القراء من مواطني ومقيمي المملكة الحبيبة وسأحاول جاهدا سرد بعض المعلومات والتوجيهات التي قد تجيب عن تساؤلاتكم وذلك للتقليل من الروع والخوف اللذين يتملكان النفس. واول شيء هو انه ليس معنى ذلك ان نجلس في البيوت ونقفل الشبابيك ولا نخرج الى اعمالنا ولا الى الاسواق او نمارس الانشطة اليومية ولكن يجب ان نمارس حياتنا بكل يسر وسهولة وبالذات اذا علمنا ان الاصابة تنشأ من الاحتكاك المباشر ولفترة مع شخص مصاب او ادواته حيث ان معظم الحالات التي تسجل يوميا تدل على ان المرضى الجدد كان لهم احتكاك مع المصابين اما في المستشفيات او المنازل عن طريق الرعاية او الجوار او الزيارة. وللعلم فان مرض السارس اقل في العدوى من الانفلونزا. ومكمن الخطورة هو سفر اشخاص قد تعرضوا للاصابة الى اماكن اخرى حول العالم وهذا ما يمثل اسرع وسيلة لنشر المرض في شتى انحاء العالم. من الاشخاص المعرضون للاصابة او المتوقعون؟ الاشخاص المتوقعون هم الذين دخلوا المملكة عائدين من هونج كونج او دول مجاورة سواء كانوا مواطنين او مقيمين حيث ان طول الرحلة على متن الطائرة قد تعطي فرصة لنقل العدوى فيجب ان يراجع هؤلاء الافراد الاطباء المختصين عند شعورهم بأي عرض من الاعراض التي سبق ذكرها. اما الاشخاص المعرضون فهم الذين يحتكون بالمصابين لفترة معقولة. وبالرغم من ذلك فان دولة مثل انجلترا والتي يدخلها آلاف العائدين من هونج كونج يوميا والذين يتم فحصهم صرحت بان حجم الخطر اقل بكثير من عدد العائدين عن طريق المطارات. ودولة مثل المملكة العربية السعودية فان الخطر بها اقل بكثير من دولة مثل انجلترا. ولكن مازال بوطننا مقيمون من جنوب شرق آسيا ويجب النظر في العائدين حديثا او الذين هم في طريقهم الى الدخول وذلك بفحصهم على الاقل اكلينيكيا قبل اختلاطهم بأبناء الوطن. ونفس الكلام للعائدين من هونج كونج, سنغافورة, فيتنام, تايوان, بكين, جوانج دونج, خاصة اذا شعروا بالأعراض خلال 10 ايام من عودتهم. واما عن اطفالنا وتلاميذ المدارس فلا خوف عليهم لانهم غير معرضين للاصابة. ويجب عدم الانزعاج عند الاصابة بأعراض برد ورشح وزكام وسعال طالما انك لم تكن من الاشخاص الذين قد تعرضوا لمرض سارس في آسيا على متن طائرة او عن طريق احد المختلطين معك والذي يعتقد اصابته بمرض سارس. وفي نفس الوقت يجب عدم الاستهتار وعلينا الاخذ بأسباب الشفاء من الراحة التامة والغذاء السليم والعلاج الاعراضي بعد زيارة الطبيب. واتوقع ان نسبة الوفاة 14% والتي هي نسبة ليست مخيفة وهي معناها ان من بين كل 100 مصاب يموت 14 وهؤلاء لابد ان اعمارهم كبيرة او ذات مناعة منخفضة او نقص غذاء او من المستهترين لانه مازال هناك 86% يشفون من المرض باذن الله بعد اخذهم بأسباب الشفاء فان الله لم يجعل داء الا وله دواء. وفي النهاية فانه حتى الآن لم يتم التأكد 100% من ان فيروس تاجي هو السبب او المسبب الوحيد للمرض ولم يتم التعرف على طرق الانتقال الاخرى، حشرات او غذاء او خلافهه ولا توجد طريقة مؤكدة للتشخيص وهو اعراضي حتى الآن ولا يوجد لقاح معروف. وحتى العلاج فهو علاج اعراضي ومضادات حيوية وفيروسية. ونتوقع ان شاء الله ان يجد جديد في القريب العاجل اذ ان هناك اكثر من 11 مختبرا عالميا بعلماء وباحثين مختصين يبحثون ليل نهار في هذا المرض. ونتابع يوميا ما يجد من اخبار عن مرض سارس حتى نستطيع انا وزملائي من ابناء الوطن والمهتمين بمجال الامراض المعدية وتشخيصها ومكافحتها ان نشارك في حماية وطننا الغالي واهله من كل مكروه وسوء بالكلمة والنصح والعمل. ولكي تكون في مأمن جنب نفسك التعرض للاصابة حتى بالبرد العادي حتى لا تقع في حيرة الشك وكل يعرف جيدا كيف يقي نفسه من الامراض التنفسية من التعرض للبرد او اشخاص يعانون رشحا وزكاما وسعالا. فهل كتب علىالانسان ان يعيش في رعب ومن خوف الى خوف. من خوف الحروب الى خوف الامراض ام انها دروس وعبر حتى لا يغتر قوي بقوته او غني بغناه فعند الله جنود لا يعلمها الا هو ومازال الانسان بجبروته عاجزا بكل معاني العجز.. فماذا فعلنا للايدز بكل معاني العجز.. فماذا فعلنا للايدز والانفلونزا والآن سارس. ولا ندري ما هو مخبأ لنا في المستقبل. اننا بكل فخر نصنع ما يدمر الانسان من اسلحة اعلامية ونووية وبيولوجية. فيا دعاة التقدم والحضارة ويا من تنادون بحقوق الانسان. ان لبني آدم الحق في ان يعيش في امان وحرية ويكفيه ما حوله من فيروسات وبكتيريا وغيرها ولا داعي لاسلحة اضافية ولكن يجب علينا ان نتكاتف لكي نقاوم ما حولنا من مسببات امراض قد تفتك بنا ولا تبقي ولا تذر. فكفوا عن النووية والبيولوجية والذكية والعنقودية وهيا نحارب الامراض الفيروسية والبكتيرية.