صدر للشاعر أحمد الملا كتاب شعري جديد بعنوان «تمارين الوحش» عن منشورات «الغاوون» في بيروت. وانكتبت معظم نصوص الكتاب الشعري بمدينة هيوستن الأمريكية، حيث ألقتْ هذه التجربة المكانية بظلالها على تجربة الكتابة. وذلك باختبار المدينة الغربية كثقافة، وكسياق حضاري يكتشفه الشاعر في مدى زمني قصير -ثلاثة أشهر زمن إقامته في المدينة- ويتداخل معه إبداعيّا وإنسانيا، لكنه في الوقت نفسه يظلّ مسكوناً بالذاكرة الأولى التي تعمل عند أحمد الملا منزلاً أثيراً يترحّل به داخل البلاد وخارجها، والأحساء هي المنزل وهي الصفاء الأول يصحبه ويصطحبه. كأنما منطقته وأهلها وعائلته نقطة التوازن والمعيار:
«نخلةٌ في الأحساء،
تَذكّرَتْ البدويَّ
يَلتَفّ بِخِرقتهِ،
يقرأُ السّماءَ
القريبةَ أكثرَ من بَاطِنِ كفّه.
اِنحنَتْ لفلاحٍ
يَطوي حَصِيرةَ عُمْرهِ،
يُؤلّفُ الأرضَ،
بِنِيَّةٍ مُفرطةٍ في الرّضا).
يقيس التجربة وأثرها والعلاقة في خطوطها المتشابكة، حيث تبدو الأحساء المركز أو المعلم الذي يتعرّف به على ما حوله:
(في هيوستن
حيث لا أحدَ يَرى السماءَ،
أو يمشي على أرض.
شجرٌ جاهلٌ
وموسيقى مُهَرّبَة).
يُذكر أن للشاعر الملا قبل هذا الإصدار: «ظل يتقصّف» (1995)؛ و»خفيف ومائل كنسيان» (1997)؛ و»سهم يهمس باسمي» (2005). كما أن لديه مخطوطتان شعريّتان تنتظران النشر. هما: «الهواء طويل وقصيرةٌ هي الأرض» و»كتبتْنَا البنات».