مصطفى الشريدة ـ الأحساء ، اليوم ـ المنامة
من المنتظر أن يصدر اليوم عدد من مشايخ محافظة الأحساء المنتمين للمذهب الشيعي بياناً استنكاريا حول ما قام به المدعو المحسوب على الشيعة ـ حسب وصف الشيعة أنفسهم ـ ياسر الحبيب من احتفال شماتة في ذكرى وفاة أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها ـ زوجة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم في السابع عشر من شهر رمضان الماضي . وأكد الناطق الاجتماعي ،منسق الحملة المناهضة لهذه الفتنة حجي بن طاهر النجيدي أن علماء ومثقفي شيعة محافظة الأحساء بالفعل أصدروا البيان ولم يبق سوى التوقيع عليه وسيتم اليوم إصداره بشكل رسمي،وهو بالطبع بيان استنكار وشجب لتصرفات المدعو الحبيب في النيل من زوجة رسول الله،مؤكداً أن البيان سيتضمن تأكيد عموم المسلمين في العالم أن ما قام به المدعو الحبيب هو خروج عن خط مدرسة أهل البيت وعن معتقد الشيعة،ولم يحدد النجيدي عدد المشائخ والمثقفين الذين سيوقعون على هذا البيان لكنه كشف أنه سيوقع عليه عدد كبير من كبار العلماء والمثقفين في المحافظة من بينهم رئيس محكمة المواريث الشيخ محمد بن حسن الجزيري .
100 ألف قارئ
من جهة أخرى تواصلت ردود فعل قراء «اليوم» الاليكتروني الغاضبة والتي تجاوزت 100 ألف قارئ أدانوا جميعا التـطاول الــسافر من الشـــيخ ياســر الحــبيب بحق أم المؤمنين عائشة، وأوضحوا استهجانهم ما قام به من نشره مواد تتضمن عبارات مشينة وكلمات معيبة بحق أم المؤمنين عائشة عبر شبكة الانترنت ،واصفين سلوكه بالشاذ واللاأخلاقي وغيرالمسؤول ويتعارض مع تعاليم مدرسة أهل البيت عليهم السلام، وكذا أبسط مبادئ الوحدة الوطنية ،ووصفوا الحفل الذي أقامه متشددون شيعة في العاصمة البريطانية لندن وتضمن الإساءة إلى عرض رسول الله والنيل من أم المؤمنين عائشة بأنه "مشبوه" ، وقال قراء شيعة غاضبون : لايجوز لياسر الحبيب أوغيره أو كائن من كان أن يتعدى على عرض الرسول محمد "صلى الله عليه وسلم"ونشكر جميع العقلاء والدالين على الخير ووحدة صف جميع المسلمين. وأكدوا أن ياسر الحبيب منحرف وفاسق وضال ، وقالوا : فتش عن المستفيد من استخدام هؤلاء الحمقى في إشعال نار الفتنة ، مؤكدين أن مكانة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم ومكانة زوجاته رضي الله عنهن وأرضاهن في قلوب المسلمين لا تعدلها مكانة وان الذي ذكر من سفه لا يمثل الا صاحبه وجريمة يستحق صاحبها المحاكمة عليها والساكت عن شجبها شيطان أخرس ، وقال قراء : برغم اختلافنا مع إخواننا أهل السنة إلا أننا لا نحبذ السب والقذف ، وهؤلاء المتشددون لا يمثلون إلا أنفسهم وهم ليسوا محسوبين علينا ، وقالوا: إن هذا الشخص المدعو بـ "ياسر الحبيب" غير محسوب على المذهب الشيعي , فهو مجرد مرتزق ذهب إلى لندن ووضع على رأسه عمامةً بيضاء وادعى أنه شيخ من شيوخ الشيعة , ومجتبى الشيرازي ذو الألفاظ القبيحة هو أيضاً مرتزق يريد أن يكسب أموال الخمس من بعض المتشددين المدعين بأنهما شيعة وماهما بشيعة ، وانهما مجرد عصابة تسيء الى الاسلام ، بل هما متشددان ومنبوذان من المجتمع الشيعي وغير مرحب بهما في المؤسسات الدينية الشيعية , ونحن نتبرأ من أفعالهما وأقوالهما ولعن الله من أيقظ الفتنة.
ردود فعل غاضبة
وعلى صعيد ذي صلة تواصلت ردود الفعل الغاضبة من التطاول على أم المؤمنين بين مثقفين خليجيين حيث قال الكاتب السعودي محمد الهرفي :بدأت قصتي مع ذلك المخلوق " ياسر الحبيب " العام 2004 عندما تلقيت رسالة من الرياض ومن شخص لا أعرفه حتى الآن وكانت محتويات الرسالة تضم شريطاً وورقة مكتوبا فيها ما معناه: يا دكتور محمد استمع إلى هذا الشريط لتعرف حقيقة الذين أضعت وقتك وأنت تعمل على التقريب بينهم وبين السنة...وفعلاً استمعت إلى ذلك الشريط الذي كان عبارة عن محاضرة ألقاها ذلك الكائن في إحدى حسينيات الكويت واستمعت إلى كلام تشيب من هوله الولدان!! وما كنت أعتقد أن إنساناً مهما بلغ به الحقد أو الغباء أو أي شيء آخر أن يتلفظ بمثل تلك الأقوال أو حتى قريباً منها ، ويقول الهرفي : زرت الكويت بعد ذلك لحضور مؤتمر أقامه التحالف الإسلامي الوطني هدفه بحث وسائل التقارب بين السنة والشيعة، وفي بداية كلمتي قلت للحاضرين: كيف تريدون منا نحن السنة أن نتقارب مع الشيعة وفي بلدكم مثل ياسر الحبيب وقد قال ما قال ولم نعرف ماذا فعلتم به؟! ثم أكملت كلمتي المقررة وبعد نهاية الكلمة أخبرني بعض الفضلاء ومنهم الشيخ حسين المعتوق وبعض أعضاء مجلس الأمة بأن الشيعة كانوا أكثر المستنكرين لما قال ذلك المخلوق، وأنهم رفعوا دعوى ضده، وتبرأوا منه في وسائل الإعلام وطالبوا بمحاكمته لأنه أساء لهم بصورة لا مثيل لها ، ويضيف : عرفت بعد ذلك أن ذلك المخلوق غادر الكويت بطريقة مشبوهة وأقام في بريطانيا واستمر في بث سمومه بطرق متنوعة ،أما الشيخ حسين المعتوق أمين عام التحالف الإسلامي فقد أكد في بيان أصدره أن الحبيب لا يمثل الشيعة بأي وجه من الوجوه وأن عامة المسلمين متفقون على حرمة المساس بعرض الرسول الكريم ، كما استنكرت جمعية الإصلاح الاجتماعي ذلك الفعل ومنها منظمة النصرة العالمية التي طالبت توعية الطلاب بسيرة أمهات المؤمنين، وكذلك بمعاقبة ذلك الكائن عما فعل، ومطالبات بسحب جنسيته، وجلبه عن طريق البوليس الدولي ، وقال آخرون :إن من مصلحتنا جميعاً أن نقف في وجه كل الأصوات الشاذة مهما كان مصدرها، وعلى عقلائنا أن يعملوا على وحدة الصف لا تمزيقه، ويتفقوا على القضاء على الفتنة كي يعيش المجتمع بسلام.