يفتتح صاحب السمو الامير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد ال سعود مستشار سمو ولي العهد رئيس فريق التحكيم السعودى اليوم الثلاثاء فعاليات ندوة التحكيم من منظور اسلامي ودولي التي ينظمها الاتحاد الدولي للمحامين لاول مرة فى المملكة العربية السعودية بمدينة جدة .
وتناقش الندوة التى يشارك فيها أكثر من 300 خبير فى مجال المحاماة والقانون والتحكيم من داخل المملكة وخارجها موضوع التحكيم والقضاء فى الشريعة الاسلامية.
ويشارك فى أعمال الندوة وزير العدل الدكتور عبد الله محمد ال الشيخ الذى يتحدث عن العدالة والقضاء فى الاسلام بينما يتحدث رئيس ديوان المظالم المكلف سابقا منصور بن حمد المالك عن نظام ديوان المظالم واجراءات التحكيم فى المملكة الى جانب مشاركة خبراء ومحامين ومستشارين من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وكندا والسويد وايطاليا ورؤساء اتحاد المحامين فى الدول العربية والاسلامية والخليجية واساتذة وطلاب القانون فى الجامعات السعودية.
وتبرز أعمال الندوة على مدى ثلاثة ايام أهم مبادئ العدالة والقضاء فى الشريعة واعطاء الصورة الحقيقية عن التطبيق السعودي للعدالة من خلال التحكيم مع شرح التطورات القضائية والتشريعية فى الانظمة الحقوقية والعدلية فى المملكة .
وأكد وزير العدل الدكتور عبد الله بن محمد ال الشيخ أهمية انعقاد ندوة التحكيم منظور اسلامى ودولي وقال ان اختيار المملكة مكانا لانعقادها يأتي لدورها الفاعل فى العالمين العربي والاسلامي .
وأضاف أن الندوة تناقش موضوعا هاما وتعد ملتقى علميا حضاريا للتبادل المعرفى حول التحكيم من المنظورين الاسلامي والدولي .
وحث الجهات ذات العلاقة والمحامين والقضاة وكل من له علاقة بهذا الموضوع المشاركة من أجل تحقيق الاهداف المتوخاة من هذه الندوة .
وعبر عن تقديره للجهود التى بذلها الاتحاد الدولي للمحامين من أجل الاعداد والترتيب لهذه الندوة وما بذل من قبل رئيس الاتحاد الدولي للمحامين أنطوان عقل ونائبه ماجد محمد فاروب معربا عن أمله فى أن تخرج الندوة بتوصيات ومقترحات تخدم موضوع التحكيم والاجراءات القضائية .
من جهته اكد رئيس الاتحاد الدولي للمحامين انطوان عقل اهمية عقد ندوة التحكيم من منظور اسلامى ودولى فى المملكة وقال: ان هناك ما يقارب من 3 ملايين محام و315 نقابة للمحامين فى مختلف دول العالم يتابعون فعاليات الندوة لانها تناقش عددا من الموضوعات المتعلقة بالتحكيم فى ظل ظروف ومتغيرات يشهدها العالم .
واضاف ان الندوة تعد اكبر مؤتمر قانوني يعقد فى المنطقة العربية بمشاركة خبراء ومحامين وقضاة من الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وكندا والسويد وايطاليا اضافة الى مشاركة مكثفة من القضاة والمحامين وطلاب القانون فى الجامعات السعودية .
وبين ان اكثر من 300 خبير فى الشؤون القانونية والمحاماة سوف يستعرضون على مدى ثلاثة ايام جوانب تتعلق بتبادل الخبرات والآراء حول التحكيم من منظور اسلامي ودولي والتطورات التشريعية والقضائية واهمية دور بيوت الخبرة فى العملية التحكيمية واهم تطورات ممارسة التحكيم التجارى الدولي وقال رئيس اتحاد المحامين العرب المستشار سامح عاشور ان الندوة تعد ركيزة هامة للعالمين العربي والاسلامي نظرا لما تتناوله من موضوعات تتعلق بالتحكيم والقضاء والعدالة فى الشريعة الإسلامية وأهم التطورات فى ممارسة التحكيم التجارى وأهمية بيوت الخبرة فى العملية التحكيمية وأهم سلبيات التحكيم التجاري الدولي بالاضافة الى التحكيم فى قضايا الملكية الفكرية والتجارة الالكترونية التي تعد من أحدث قضايا الساحة القابلة للبحث والنقاش .
وأشار الى ان انعقاد الندوة فى المملكة يأتي من المكانة التى تتمتع بها على المستوى العربي والاسلامى والدولي . ولفت الى أن وجود خبراء القانون وكذلك مشاركة المحامين والقضاة سيتيح الفرصة للخروج بنتائج تخدم جوانب التحكيم من منظور اسلامى ودولي مشيرا الى أن الشريعة الاسلامية تضم مبادئ سامية فى تحقيق مفهوم العدالة فى المجتمع من خلال منهج واضح لا لبس فيه .
واكد نائب رئيس الاتحاد الدولي للمحامين عن المملكة ماجد محمد قاروب ان ندوة التحكيم من منظور اسلامي ودولي التى يرعاها صاحب السمو الامير الدكتور بندر بن سلمان بن محمد ال سعود مستشار سمو ولى العهد ورئيس فريق التحكيم السعودي ستوضح مبادئ العدالة والقضاء فى الاسلام واعطاء الصورة لهذه العدالة للعالم الغربي فى مكنونات التقاضي وكفالة حقوق الانسان فى الاسلام .
وقال ان الندوة التى ينظمها الاتحاد الدولى للمحامين لاول مرة فى المملكة تهتم بمهة القانون فقط مجردة من اى تدخلات سياسية وليست لها علاقة باحداث سبتمبر او اية احداث اخرى .
واضاف ان الندوة تتحدث فى جلساتها العشر عن التحكيم الدولي فى القضايا الناتجة عن تعاملات تجارية دولية وهى موجهة الى خبراء القانون والقضاة ورجال الاعمال والمحاسبين والمحامين والمهندسين والمهتمين بالتجارة الدولية للتعرف على اهم تفاصيل الممارسة التى تتم فى المحاكم التى تحكم فى مصالحهم .
وبين قاروب ان الندوة ستتيح للخبراء المشاركين فيها من مختلف دول العالم معرفة حقوق الانسان فى الاسلام والعدالة فيه .
واشار الى ان الندوة تتميز بأنها خليط بين ثقافتين ثقافة غربية وثقافة اسلامية للاخذ بكل ما هو مفيد ونافع لتحقيق الهدف المنشود .
ولفت نائب رئيس الاتحاد الدولي للمحامين عن السعودية الى ان ندوة التحكيم من منظور اسلامى ودولي هى تطور طبيعى لنشاطات المملكة داخل الاتحاد الدولى للمحامين منذ الالتحاق به قبل ثلاث سنوات .واضاف ان الانضمام للاتحاد كان بهدف ان يكون هناك نشاط حقوقى سعودي متميز يوضح دور المملكة فى هذا الجانب باعتبارها الواجهة الحقيقية للاسلام. واكد ان انعقاد الندوة فى المملكة جاء بجهود حثيثة من رئيس الاتحاد الدولى للمحامين انطوان عقل باعتباره اول عربى يتولى منصب الاتحاد ودعم من معالي وزير العدل الدكتور عبدالله ال الشيخ وكذلك بعد صدور نظام المحاماة وتطور العمل المهني والقضائي فى المملكة .وبين ان الاحداث الاخيرة التى شهدها العالم ومنها احداث الحادى عشر من سبتمبر ادت بالكثير من غير العالمين بالشريعة والدين الاسلامي للبحث عن ماهية التشريع وهذا ما مكنا من تلقى تجاوب كبير من قيادات الاتحاد لعقد هذه الندوة فى المملكة لتعريف العالم بعدالة الاسلام التى جاء بها .وأشار الى ان موافقة صاحب السمو الامير الدكتور بندر بن سلمان مستشار سمو ولي العهد رئيس فريق التحكيم السعودي كان لها الاثر الكبير والمباشر فى ان تكون الجهود لعقد الندوة على مستوى الحدث باعتبار ان الندوة هى الاولى من نوعها التى ترعاها منظمة حقوقية عالمية فى المملكة اضافة الى الخبراء الـ 300 الذين سيشاركون فيها من داخل المملكة وخارجها .
وشدد قاروب على ان الشريعة الاسلامية واضحة المعالم فى مناهجها وتطبيقاتها وهى تدعو الى العدل فى كافة مناحي الحياة من خلال قيم ومبادئ سمحاء جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة .
وأوضح أن ندوة التحكيم من منظور اسلامي ودولي هى عبارة عن تلاقي أفكار حضارية وثقافية الهدف منها تبادل الاراء حول كيفية تنظيم ممارسة القضاء من خلال التحكيم فى مختلف اجراءات التقاضي ومعرفة أتعاب المحكمين والمحامين والخبراء وكيفية الاستعانة بهم وتحديد المواعيد وعقد الجلسات وكتابة المحاضر بجميع تفاصيلها الدقيقة التى تساعد رجال الاعمال والمهتمين والمحامين المختصين فى معرفة كيفية التعامل مع حقوق السعوديين فى القضايا الخارجية والدولية .وأكد أن الخبراء الدوليين المشاركين فى الندوة من امريكا وبريطانيا وايطاليا وسويسرا وفرنسا حريصون جدا على معرفة أهم مبادئ العدالة والقضاء فى الاسلام الذى يعتبر التحكيم إحدى قنوات ممارستها.
وأفاد أن الندوة حرصت على أن تغطى كافة المجالات المتعلقة بهذا الجانب ومنها القضايا المصرفية والتأمين والتجارة الدولية والتحكيم الهندسى والخبرات غير القانونية فى القضاء من خلال المحاسبين والمهنـدسـين الصناعيين ..وبين أن الندوة أضافت لجلساتها جزءا مهما فى حياة البشر وهو حقوق الملكية الفكرية والتجارة الالكترونية وتمت مخاطبة اعلام متخصص فى مجال الملكية الفكرية وخبراء فى التجارة الالكترونية وابدوا الموافقة على الحضور.
وأكد نائب رئيس الاتحاد الدولي للمحامين عن السعودية ان المنظور الاسلامي فى قضايا التحكيم مأخوذ بعين الاعتبار وان جميع القضايا التي تبحث في المحاكم الغربية حين تكون مختصة بالاحتكام الى الشريعة الاسلامية يطلب فيها رأي متخصص فى موضوع الشريعة الاسلامية من محامين فى المملكة او العالم الاسلامي.
واثنى قاروب على الدعم القوي الذي قدمه سمو الامير بندر بن سلمان داخل الاتحاد الدولى للمحامين الذى كان من ثمراته استحداث اول لجنة خاصة بالشريعة الاسلامية داخل الاتحاد الدولى للمحامين وكان لانشاء هذه اللجنة صدى طيب لدى كافة القنوات والهيئات فى العالم العربى والاسلامي.
ونوه قاروب بالانظمة الاخيرة التي صدرت فى المملكة والتى كانت دافعا قويا نحو المزيد من العمل والتفاعل ومنها نظام المحاماه ونظام المرافعات الشرعية ونظام الادعاء العام واللوئح التنفيذية الخاصة بها.
وقال ان تلك الانظمة عملت على تنظيم القائمين على مهنة المحاماة واوجدت الوعى لدى رجال الاعمال بماهية دور مهنة المحاماة فى ممارسة العدالة داخل المجتمع وتوضيح دور المحامين فى تطوير المجتمع المدني داخل الوطن .ولفت قاروب الى ان انشاء لجنة وطنية للمحامين السعوديين والتى تمت الموافقة عليها بصورة مبدئية ستسهل دور المحامى داخل المحاكم تجاه القضايا المختلفة وتصبح نسبة القضايا التى سينظرها المحامون ما يقارب 90 فى المائة بعد ان كانت العكس اضافة الى فتح باب توظيف الكوادر الوطنية للمتخرجين من اقسام الشريعة والقانون بالجامعات السعودية للعمل فى هذه المهنة.