DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد عبدالله المنصور

محمد عبدالله المنصور

محمد عبدالله المنصور
أخبار متعلقة
 
من الأخطاء التي تقع عند بحث أسباب المشاكل أن يتمسك الإنسان بالسبب الظاهر أو أول ما يخطر بباله ولا يتجاوزه ولا يبحث في الجذور فيركز على سبب ويترك الآخر وقد تحل المشكلة جزئياً ولكنها لن تختفي حتى تزول جميع أسبابها. فالفشل الدراسي قد يعود إلى إهمال الطالب ولكنه قد يعود إلى المدرسة أو المدرس أو ميول الطالب ومواهبه، وإدمان المخدرات قد يكون سببه أصدقاء السوء ، أو مشكلة تدفع المدمن الى التعاطي، أو السفر للخارج مثلاً، وكذلك الحوادث المرورية قد تكون بسبب إهمال السائق أو سوء الطريق أو الطرف الآخر. عندما نحلل أسباب انحراف الشباب الـ "19" الذين يشكلون الخلية الإرهابية التي أعلنت عنها وزارة الداخلية مؤخراً يظهر لنا أن التزامهم الديني ومشاركتهم في الجهاد الأفغاني وفي الشيشان عامل مشترك مما يجعل البعض يتسرع ليحصرها كأسباب ويطالب بالعلاج المتمثل في وقف الأنشطة الدعوية خوفاً من أن تتسبب في مثل هذا الانحراف العقدي ولو فعل هذا لكان هو السبب في أن يتولد انحراف أكبر وأكثر ولكن دعونا ننظر بتعقل إلى بعض الحقائق. عدد أفراد الخلية ولو قلنا إن هناك المئات مثلهم لا يشكلون نسبة تذكر من الشباب الملتزم والدعاة وعددهم بالملايين ولله الحمد والشاذ لا حكم له وقد خرج الخوارج في عهد الصحابة وفي كل مهنة كانت كالطب أو المحاسبة أو الوظائف العسكرية، وغيرها هناك منحرفون وفاسدون ولكنهم شذاذ لا حكم لهم ولن نأخذ الأطباء أو مناهج كليات الطب مثلاً بجريرة طبيب أو اثنين أو عشرة سرقوا وارتكبوا جريمة أخلاقية. والأنشطة الدعوية في المدارس وحلق تحفيظ القرآن والمكتبات والمراكز الصيفية خرجت لنا خلال العقدين الماضيين مئات الآلاف من خيرة أبناء الوطن ممن تراهم الآن في كل موقع ومؤسسة ووزارة ولم تجد منهم من يعتنق أفكاراً شاذة وسلوكيات منحرفة، وحتى الذين جاهدوا في أفغانستان عاد الكثيرون منهم إلى الوطن وهاهم يساهمون في بنائه ويعملون لخيره وكذلك الدعاة والخطباء وإن كان هذا لا يمنع أن يكون هناك نقص أو اجتهاد خاطىء وكلنا نطمح إلى تحسين هذه الأنشطة لتصون شبابنا وتحفظهم فنحن نعرف تماماً إلى أين سينتهي الشباب إذا لم يجد عائلة تهتم به ومدرسة تعتني به وأيد مخلصة ترعاه.