عزيزي رئيس التحرير
حمل الأسبوع الماضي لنا خبرا مؤلما وحزينا ذلك هو وفاة الشيخ سعود بن عبدالعزيز الحمين. ومع إيماننا بقول القائل:==1==
الموت باب وكل الناس داخله==0==
==0==ياليت شعري بعد الموت ما الدار==2==
ولكن يظل للموت على النفوس أثر خصوصا عندما يكون الفقيد رجالا في رجل. ولكن هل في اليد من حيلة لمنع ما حصل؟ ثم لم الحزن يانفس ألم يقدم رحمه الله من العمل ما يسر ويفرح؟ لقد حقق رحمه الله الكثير ولو كان ممن يعيشون لأنفسهم لحقق أكثر وأكثر. ان كان رحل شخصه رحمه الله فدعاء الناس له باق والذكر الحسن بينهم وهذا ما يدعو الواحد منا الى الراحة والطمأنينة.
من يصنع الخير لا يعدم جوازيه
لا يذهب العرف بين الله والناس
ولقد حفزني للكتابة نعي الشيخ مبارك بن عسكر الهاجري في هذه الصحيفة لأخيه الفقيد أبي عبداللطيف بقوله (فقيد العائلتين) وهذا ان دل على شيء فانما يدل على ما يحمله هذا الرجل من وفاء وسخاوة نفس وكرم محتد لرجل يستحق كل الوفاء والدعاء. واحب ان أضيف الى عبارة الشيخ مبارك بانه فقيدكم وفقيدنا وفقيد الدمام وفقيد الزلفي.
ابو عبداللطيف ـ رحمه الله ـ لم يكن كذلك فقط بل كان فقيد الأخلاق الكريمة والمثل العالية. كان ـ رحمه الله ـ كريما سمحا شهما متواضعا جمع الكثير من خصال الخير. كان قدوة رائعة ومثالا يحتذى كان مدرسة للكثيرين منا في كثير من جوانب الحياة. العم سعود ـ رحمه الله ـ له من الأيادي البيضاء ومن المواقف الرجولية الشيء الكثير. كان كبيرا مؤثرا جاد بالكثير من وقته وماله وجاهه عوضه الله الكريم المنان واسع الجنان والرحمة والغفران.
العم سعود أقام مع إخوته أنموذجا رائعا ومثالا يحتذى به في الاجتماع والتكاتف والتعاضد. لم يتأثروا كثيرا بما حمله هذا العصر من ماديات ولم يغتروا بما جاء به من مغريات. حافظوا عل مثل الآباء وقيمهم العالية وترفعوا عن صغائر الأمور وسفاسفها فكانوا كبارا وساروا بسفينة الحياة الى ما يرضي الله باذنه تعالى أولا ثم ما يرضي أنفسهم وأحبتهم..
قوم نذروا أنفسهم لخدمة الغير ونصرة الملهوف وإعانة المحتاج. قوم وضعوا للقادم من بعيد موقعا بينهم. مجلسهم أيام الحاجة وندرة الفنادق والشقق المفروشة كان هو المقصد لأي قادم من أطراف طويق ولا يزال.
يأتي احدهم الى الدمام وهو لا يعرف بها احدا فيقصد ذاك المنزل وربما بعد إلحاح قريب او صديق له ليفاجأ برجال كأنهم يعرفونه من سنين حتى ليصدق على احدهم قول القائل:==1==
تراه اذا ما جئته متهللا==0==
==0==كأنك تعطيه الذي أنت سألته==2==
أسأل الله ان يرحم فقيدنا ويرفع درجاته في العليين ويجزيه عما قدم خير الجزاء وأوفاه انه نعم المسؤول.. فلأبي وللعم فوزان والعم محمد وللاخوة علي وعبدالمحسن وعبدالله ولأبناء الفقيد عبداللطيف وأحمد وعبدالله وأقاربه ومحبيه ولنا جميعا عظم الله أجركم وأحسن عزاءكم وجبر مصابكم وغفر له وجمعنا به ووالدينا والمسلمين في مستقر رحمته آمين. أحمد بن عبدالكريم الثنيان ـ الدمام