وكان الفريق قد عمل في منطقة التنقيب المكونة من التلال الطبيعية منذ 4 اشهر، وتم خلالها اكتشاف غرف كاملة كانت مدفونة على عمق عدة أمتار، ولم تقتصر الاكتشافات على الأسوار والغرف وأحجار المباني المتناثرة، بل عثر على مجموعة متكاملة من الأواني الفخارية وآلاف من القطع الفخارية ويعمل الفريق على تحديد نوعية هذه المكتشفات والحقب التي تعود إليها وطبيعتها من خلال التحليل والدراسة. ووصف المصدر الحفريات بالموقع بـ «المهمة» وأن القطع الفخارية التي عثر عليها تعود إلى فترة ما قبل الإسلام منوهًا إلى أن أعمال التنقيب لا تزال في بدايتها والعمل جار لكشف المزيد عن الموقع، وأضاف المصدر: إن الموقع عبارة عن منطقة سكنية تحوي وحدات شبه كاملة تضم مرافق مياه، استقبالا، أماكن تخزين، ويظهر فيها استمرار السكن فترات طويلة تمتد إلى ما قبل الإسلام وإلى فترات إسلامية متأخرة.
الموقع عبارة عن منطقة سكنية تحوي وحدات شبه كاملة تضم مرافق مياه، استقبالا، أماكن تخزين ويظهر فيها استمرار السكن فترات طويلة تمتد إلى ما قبل الإسلام وإلى فترات إسلامية متأخرة. وقال باحثون: ان الموقع الذي تم اكتشافه يسمى الدفي وهو أحد أحياء مدينة الجبيل الصناعية ويقع في الطرف الجنوبي الشرقي من حرم الكلية الصناعية، ويبعد عن الساحل ما يقارب من مائتي متر تقريباً بعد أعمال الردم الحديثة لإنشاء الطريق الدائري (الساحل)، الذي تم إيقافه في وقت سابق، ويبعد عن الخط القديم 50 متراً تقريباً، والموقع مسجل لإدارة الآثار والمتاحف بالرقم (208/163) في 2/3/1414هـ، ويبلغ أطوال الموقع، الضلع الشمالي 235م، والضلعين الشرقي والجنوبي 200م، والضلع الغربي 150م. وأشار الباحثون إلى ان الموقع يؤرخ إلى الفترة ما بين القرنين الثاني قبل الميلاد إلى القرن الثاني بعد الميلاد، ويعتقد أنه يعود إلى الفترة الهلينستية ( 323 _ 64 ق.م)، ومن خلال الدراسة المقارنة للمادة الأثرية من الموقع فإنه يمكن أن يؤرخ الموقع إلى فترة ما بين القرنين الثالث قبل الميلاد إلى القرن الثالث الميلادي، والموقع يعتبر أحد الموانئ التي نشأت على الخليج العربي خلال الفترة الهيلينستية، وربما يكون أحد الموانئ الجرهائية التي تخدم المواقع الداخلية في منطقة شرقي الجزيرة مثل: ثاج، والحناء. وأكد الباحثون ان موقع الدفي يعد من أهم الموقع الأثرية في المنطقة الشرقية، وتم عمل تنقيبات أثرية في هذا الموقع برئاسة محمود يوسف الهاجري في وقت سابق ونشرت نتائجها في حولية الآثار السعودية (أطلال) في عددها الثاني عشر 1410هـم / 1989هـ، والتي تتضمن الكشف في الموقع عن سور أثري وأساسات مبان وعدد من الأرضيات الحجرية والجصية وتبين من خلال ما تم اكتشافه أن الموقع يعود لفترات تاريخية سابقة للإسلام وله ارتباطات مع مواقع أخرى كموقع ثاج والحناة ومواقع جنوب الظهران بالمنطقة الشرقية، وموقع الفاو بمحافظة وادي الدواسر، وموقع جزيرة فيلكا بدولة الكويت.