بإمكان الانسان وبعض المخلوقات الأخرى تميز الكلام ومعرفة المقصود منه عن طريق أسلوب اللفظ. فعندما نقول: (مدينة الخبر جميلة)، قد يأتي النطق في وصفها بالجميلة بأسلوب لا يقبل الجدل، وقد يأتي بصيغة السؤال أو التعجب. فيعتمد ادراكنا بالمعني الحقيقي للجملة عند سماعنا لها اعتمادا كاملا على نبرة الصوت وحدته، ومدي ارتفاعه أو انخفاضه.هكذا نستطيع معرفة مشاعر المتحدث وندرك ما اذا كان مسرورا أو خائفا، مرهقا أو مرحا وما الى ذلك من المشاعر والأحاسيس الأخرى.
على الرغم من التطور الذي حظي به الكمبيوتر في السنوات القليلة الماضية لدرجة أنه أصبح يحرر الكلمات التي يسمعها وينسخها على شاشته بلغات متعددة وبدقة لا بأس بها، إلا أنه الى يومنا هذا لا يملك القدرة على معرفة مشاعر وعواطف المتحدث.
يعمل العلماء في الوقت الحاضر على تطوير برامج متخصصة بمقدورها في المستقبل القريب تمكين الكمبيوتر من اتقان علم العروض prosody. نظام تشغيل علم العروض يعمل على قياس ثلاثة من عناصر الموجات الصوتية sound waves، العنصر الأول هو التوقيت timing، أي معرفة المدة التي يستغرقها نطق الجملة ومعرفة عدد لحظات الصمت التي تتخللها. العنصر الثاني هو قياس حدة الصوت pitch، ما اذا ك ان ضخما أو رفيعا. والأخير هو حجم الصوت volume، ما اذا كان مرتفعا أو منخفضا. من التطبيقات التي يمكننا الاستفادة منها في هذا الشأن هو تقريب المسافة بين الإنسان والآلة بحيث يسهل التفاعل بينهما خاصة اذا تواجدا بمفردهما في داخل المنزل أو حتى في الفضاء الخارجي أثناء أدائهما مهمة معينة. ومن التطبيقات الأخرى ان بعض الشركات والبنوك تسعى للحصول على هذا النظام لخدمة عملائها بطريقة أفضل، فعند استخدام هذا النظام سيكون بمقدور هذه المؤسسات معرفة شعور العميل من خلال التغير في نبرات صوته فإذا استشعر الكمبيوتر ـ على سبيل المثال ـ الغضب، حولت مكالمته في الوقت المناسب الى موظف (بشري) مختص لمساعدته وقضاء متطلباته التي قد يعجز الكمبيوتر عن أدائها.
هناك المئات من مراكز الأبحاث والتطوير التابعة لقطاعات خاصة وأكاديمية تسعى للوصول الى هذه التقنية المتقدمة. تدل الدراسات التي تجرى حاليا في هذا الصدد أن اتقان الكمبيوتر لعلم العروض سوف يتم خلال السنوات الخمس القادمة بإذن الله.