عاجل
DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

حدود ممكنة

حدود ممكنة

حدود ممكنة
أخبار متعلقة
 
شعراء الانترنت .. قد يكون مصطلحاً أدبياً جديداً جاداً. وقد يكون مثار تندر وتهكّـم. وقد يكون إشارة إلى واقع ثقافي يشير ـ بدوره ـ إلى واقع أكثر مرارة من الواقع الثقافي السائد..!! في كل الأحوال؛ فإن (شعراء الانترنت) يمثلون جزءاً مهماً من المشهد الشعري الراهن في أي بلد من البلدان التي امتدت إليها الشبكة المعلوماتية المرعبة. وحين نقيس هذا الواقع بما تمليه علينا مفردات الواقع الثقافي الخاص بنا؛ فإن لدينا رصيداً ضخماً من الأسماء التي تحتضنها المنتديات وصفحات الحوار وصفحات النشر الاليكتروني التي حوّلت الصحافة الورقية والمرئية والمسموعة إلى الرفوف الخاصة بالمواد الإبداعية المهملة؛ عاجلاً أو آجلاً..!! شعراء الانترنت جيل من الشباب في أغلبهم. وقد وجد هذا الجيل هامش الحرية متسعاً، وسهلاً، ولا يحتاج إلى "وساطات"، وبالتالي فإن هذا الجيل الصاعد بقوة لا يخاف الحواجز، ولا يرهب الرقباء، ولا يبالي بمن يخالط ومع من يتفاعل..! وما يجري في مواقع الحوار تفاعل يكاد يفوق ـ في فعاليته وتمخضاته ـ كل ما يمكن أن تقدمه ندوة، أو أمسية، أو برنامج تلفزيوني على الهواء مباشرة. وفي مثل هذه المواقع لا فرق بين الشاعر الجيد، والآخر المبتديء. فالفوضى هي المهاد الطبيعي لمثل هذه الممارسات الثقافية التفاعلية. لذلك فإن الدلالة التهكمية هي أقرب إلى هذا المصطلح الجديد حين تقاس الوقائع بالقيم الإبداعية الجادة. وقد تفيض بعض مواقع الاستعراض الإبداعي بما هو أدهى من وجود المبدعين بمعية الأقزام والأخداج. غير أن الصورة الأكثر إثارة ـ وجرأة ـ تتلخص في الضوء اللافت الذي تتركه هذه الممارسة الثقافية في الموهوبين والمبتدئين على حد سواء..!! وقد يكون من حق الشباب أن يطرقوا هذا الباب؛ فإزاء الحواجز الكثيرة، وتخلف المنابر، وتهافت الصحافة، واختلاط الحابل بالنابل؛ يبحث المبدعون عن منصة، حتى وإن كانت موقعاً هامشياً ومنسياً في بحر من الوصلات العنكبوتية المحرضة على البحث والضياع قُبالة شاشة خاصة في غرفة منزوية..!! وإزاء الواقع الجديد من الشعر الاليكتروني؛ لا شيء يقف في وجه الباحثين عن أنفسهم بين المبدعين. ولم تعد المسألة تحتاج أكثر من لوحة مفاتيح صماء تنطق بالعجب العجاب من الشعر والقصة والمقالة، وتبوح بالرأي الجريء، والمنافق، والحائر، في مساحة لم تعد تبالي بما يُكتب وبمن يكتب. فالحسابات القديمة تحولت إلى دفاتر لا تختلف كثيراً عن دفاتر الأستاذ واليومية التي تستخدمها المتاجر المتخلفة..!! وسيأتي يوم ـ بل جاء هذا اليوم بالفعل ـ يتحول فيه ديوان الشعر إلى ملف ورقي لا قيمة له أمام النص المفتوح والمرن في صفحة من صفحات الشبكة..!