قضت المحكمة الجزائية المتخصصة الثلاثاء بالسجن 228 عاماً على 16 متهماً، بينهم مقيم واحد مغربي والبقية من السعوديين، في قضية «التنظيم السري» المعروفة إعلامياً بـ «خلية الاستراحة»، وتراوحت الأحكام بين 30 و5 سنوات، إضافة إلى منع السفر لبعض المحكوم عليهم بعد انتهاء عقوبتهم، والترحيل والإبعاد للمغربي بعد انتهاء سجنه، وقد اعترض المدّعي العام على الأحكام واعتبرها غير مقنعة، وكذلك قُوبلت بالاعتراض من جميع المتهمين واعتبروها جائرة.
وشملت الأحكام الحُكم بالسجن للمتهم الأول 30 سنة ومنعه من السفر بعد خروجه من السجن، بعد أن أدين بسبع تهم، منها تأسيس تنظيم للوصول للسلطة ودعم الإرهاب مالياً وانضمامه للفكر القاعدي وغسيل الأموال، كما حُكم على المتهم الثاني بالسجن 25 سنة، والثالث بـ 22 سنة، واثنين بالسجن 22 سنة، وواحد 15 سنة، و8 متهمين بالسجن 10 سنوات لكل منهم، و8 سنوات لمتهم واحد، وأقل حكم 5 سنوات لمتهم آخر.
«اعترف العقل المدبّر لـ«خلية الاستراحة» التي جرت محاكمتها بقيامه بجمع تبرعات مالية من المقرّبين منه، سُلَّمت في «كيس» إلى نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي السابق رافع العيساوي خلال زيارته له في منزله، إذ كان يشغل منصب مدير مستشفى الفلوجة آنذاك».وقد بدأت جلسة النطق بالحكم بعد صلاة الظهر، واستمرت لمدة ساعة ونصف الساعة، أعلن فيها رئيس المحكمة كل متهم بالحكم الصادر عليه في كل تهمة من الاتهامات التي وجّهها المدّعي العام إليه، وقد طلب رئيس المحكمة من المتهمين عدم رفع الصوت أثناء إعلان الأحكام، وقد حضر جلسة النطق بالحكم عدد كبير من أهالي المتهمين الذين اكتظت بهم القاعة، ولم يُسمح فيها إلا لأربعة فقط من الإعلاميين لعدم وجود أماكن بالداخل، واضطر باقي الإعلاميين لمتابعة الجلسة عبر شاشة تليفزيونية أعدّت لهم خارج القاعة.
يُذكر ان التحقيقات التي جرت قبل المحاكمة كشفت تفاصيل كثيرة عن «خلية الاستراحة»، حيث تبيّن أن اعضاءها جمعوا تبرعات بطرق غير نظامية وتهريبها إلى جهة مشبوهة، إذ أكد شاهد مغربي الجنسية كان يعمل سائقاً خاصاً لأحد المتهمين الـ١٦ في «الخلية» ويُعدّ لهم الشاي والقهوة، أن العقل المدبّر كان يريد إنشاء حزب سياسي، وطرح المشروع أمام الأعضاء المتهمين الذين كانوا يعقدون اجتماعات مستمرة، فاعترض المتهم الخامس على كلمة «حزب»، معتبراً أن نجاح مُسمى مشروع الحزب مرهون بتغيّر السلطة أو إدخال إصلاحات داخلية عليها.
وأضاف الشاهد خلال الجلسة 30 من محاكمة «خلية الاستراحة»، إن العقل المدبّر كان أكثر الأشخاص في الاجتماع تحمّساً، لا سيما أنه متسيّد الجلسة في عملية الشرح والتعليق عبر شاشة «بروجكتر» وسبورة، بحضور المتهمين، وشخص جزائري الجنسية لم يتذكر اسمه.
وأكد أن المتهم الخامس كان على خلاف مع المتهم الأول زعيم «الخلية »، إذ رفض كلمة «حزب» التي وردت في الخطاب عرضته شاشة «بروجكتر»، مبرراً عدم نجاح مُسمّى «حزب» بأن أعضاء المجموعة لا يزالون في بداية الطريق ولم يقدّموا أي مشروع حتى الآن.
وأشار الشاهد إلى أن المتهم السابع وهو صاحب «استراحة سارة» التي قبض فيها على بعض أفراد الخلية، طلب من زعيم الخلية المتهم الأول والمتهم الخامس تسوية الأمور بينهما، وعدم الاختلاف في وجهات النظر، لأن موقع الاجتماع المقبل سيكون في أحد الفنادق المطلة على ساحة الحرم النبوي في المدينة المنورة، لافتاً إلى أن صاحب الاستراحة الذي كان يدير الاجتماعات أمره بجمع الهواتف المحمولة من أعضاء الخلية، ووضعها في غرفة مجاورة.
كما اعترف العقل المدبر لـ«خلية الاستراحة» التي جرت محاكمتها بقيامه بجمع تبرعات مالية من المقرّبين منه، سُلَّمت في «كيس» إلى نائب رئيس مجلس الوزراء العراقي السابق رافع العيساوي خلال زيارته له في منزله، إذ كان يشغل منصب مدير مستشفى الفلوجة آنذاك.
وأشار إلى أنه استقبل رؤساء أحزاب سياسية، وأشار إلى أن أحد المتهمين أدلى باعتراف بأن ديوانية المتهم الأول أخذت منحى سياسياً ساخناً لمعارضة سياسة حكام بلدان العالم العربي، خلال استضافته عدداً من رؤساء الأحزاب السياسية.