أخبار متعلقة
قرية البطالية واحدة من قرى الأحساء التي تحوي آثارا إسلامية خالية من النقوش والكتابات. وعلى الرغم من ذلك فإن هناك روايات متناقلة تحمل موروث التواتر في صدق الخبر وصحته. على أن تلك الآثار عائدة إلى حقبة زمنية مبكرة من التراث الإسلامي الذي يمثل ما بقي من مدينة الأحساء التاريخية وقلبها النابض. يوضح فهد الحسين في (الآثار الإسلامية بقرية البطالية) أن القرية جاءت في المصادر القديمة وما دونه المؤرخون باسم البطالية بلاد ابن بطال. وأيضا البلاد كما نعتها البعض في الوقت الحاضر وخاصة من القرى المحيطة بها - بالعاصمة - لكونها مركزا قياديا لبعض رؤساء القبائل في الأحساء (هجر) قديما.
ويرى الشيخ محمد العبد القادر أن (البطالية) نسبة إلى ابن بطال مالك بن إبراهيم العيوني. كما أن اسم القرية لا يقتصر على مسمى شخص واحد. بل هناك شخصيات ارتبط اسمهم "بالبطال" من أصحاب النفوذ والسلطة آنذاك وأقرب التسميات راجعة إلى (بطال بن مالك) التي تقول الرواية فيه (أن أخاه عبد الله بن علي العيوني منحه بساتين بالقرب من قرية البطالية) وسميت البطالية باسمه أما يوسف بن راشد المبارك فيرى أن عبد الله بن علي كان قد أقطع مدينة الأحساء وما حولها لأخيه لأمه ابن بطال فعرفت ببلاد ابن بطال. ويذكر المسنون أن القرية كانت أربعة أحياء مستقلة تحول عن بعضها بمزارع النخيل كما أن الباحث (الأمريكي فيدل) يذكر أن القرية كانت لا تتجاوز الـ500 قدم وما كانت القرية سابقا محاطة بسور كما هو معتاد قديما. لتوفير الحماية. فقد تم إلغاء السور الخارجي وتعويضه بكتلة من البناء المتلاصق الذي ميز القرية . حيث تستخدم الدور والسطوح للمراقبة.
موقع البطالية
تتميز البطالية بما حولها من التفافات من النخيل التي تعطيها التقسيم والتجزؤ لكثرة أحزمة النخيل فيها بصورة عشوائية كما أنها تحتل الجزء الشرقي من المحافظة. وهي تقع بالنسبة لمحافظة الأحساء ومدنها في شمال شرقي مدينة الهفوف التي تبعد (7) كلم تقريبا عنها. ومن جهة أخرى تقع إلى الشرق من مدينة المبرز على مسافة (2،2) كلم تقريبا والجدير بالذكر أن قرية - البطالية - شهدت صراعات واحتدامات قديما بين القبائل في "الدولة العيونية والدولة الجنابية" والتي أخذت بعض تلك الاحتدامات طابع الأساطير والخرافات وبعضها يحمل صدق النقل والواقعية لما تتداوله الأجيال في القرية. أبرز تلك المواقع. حي الرابية، وموقع بهيته، والفريق الجنوبي، ومقبرة الحسنية، وموقع بر المصلى شمالا وهذه المواقع هي أهم التلال الأثرية في القرية وما حولها.
أهم الآثار عين الجوهرية، المسجد الجامع، عين الجمة، ومبنى يعتقد أنه مستراح تقليدي، والتل الأثري (قصر قريمط) وغيرها من الآثار.... إلخ. وفي عهد حكومة خادم الحرمين الشريفين (حفظه الله) تعيش القرية حالة تطور وازدهار في العمران. فقد أخذت مسحة الملامح القديمة تنجلي وحلت مكانها النهضة العمرانية وأصبحت مختلفة عن (70) عاما ماضية. حيث التصقت الأحياء بعضها ببعض وشقت الشوارع بين المساكن. بلغت إحصائية القرية أكثر من 15 ألف نسمة ومع الأيام أخذ هذا العدد بالتناقص لضيق الإسكان فقد خرج بعض أصحاب القرية عن البطالية بغية السكن في مناطق أخرى أو للعمل في مناطق بعيدة والتأهل فيها. وتضم القرية عددا من العوائل تربو على 85 عائلة كما أنه يوجد عمدة في القرية يرجع له أهالي القرية لحل مشاكلهم وقضاياهم. يعمل معظم سكان القرية في القطاعين الحكومي والخاص. ويعمل قلة في مجال الزراعة وهم من كبار السن وبعض الشباب العازفين عن الدراسة. أما البعض الآخر من الشباب فقد التحق بالجامعات والكليات والمعاهد. تحتضن القرية 10 مدارس للبنين والبنات لكافة المراحل الدراسية بالإضافة إلى روضة أطفال ومركز صحي نقل في الآونة الأخيرة الى مبنى جديد كما يوجد ما لايقل عن 40 مسجدا بعضها من الطراز القديم من الرمل والطين ولا تصلح الصلاة فيها والبعض الآخر يخضع للصيانة والترميم والبناء من قبل الجمعية الخيرية. وأكبر تلك المساجد يكفي تقريبا لـ 750 مصليا. تميزت القرية بمستوى ثقافي لا بأس به وقد وضح ذلك من خلال الأنشطة التي تقوم بها القرية. النشاط الاجتماعي في القرية
من أبرز من ساهموا في النشاط الاجتماعي في القرية المرحوم الحاج عبد الله حسين الحاجي الذي كان في السابق له الفضل في تأسيس الجمعية الخيرية بالقرية. وكان من الأوائل في المطالبين بالإسكان الذي أنشئ أساسا لحل مشكلة الإسكان في القرية. ومن جهوده انه طالب بتنفيذ مشروع التحسين بالقرية الذي ترتب عليه فتح شوارع جديدة أدت إلى التنفيس عن أهالي القرية وكان من الذين بذلوا جهدا في تحسين وضع المعوقين لا في قرية البطالية بل على مستوى الأحساء ككل. وبسبب تلك الجهود الجبارة من قبل الشخصيات الفاعلة ظهر ذلك الصرح الاجتماعي ممثلا بالجمعية الخيرية التي قدمت ولا زالت تقدم المساعدات المادية والعينية للمحتاجين من الأسر. سواء على مستوى القرية أو ما تقدمه من مساعدات لأسر قرية الشعبة. ويقوم على هذا الصرح عدد من أبناء القرية الذين أوقفوا أنفسهم لخدمة مجتمعهم . كما تتميز القرية بوجود الزواج الجماعي السنوي الذي تنظمه القرية للتقليل من الكلفة على المتزوجين. وللقرية حواري رياضية كثيرة وأبرز تلك الحواري نادي الفوارس الذي ينتمي إلى مركز التنمية الاجتماعي بالأحساء وله أنشطة مختلفة رياضية وثقافية واجتماعية وتضم القرية عددا من الفرق الرياضية الأخرى مثل: النهروان، الجوهرية، التقدم، السلام، وفريق الرابية.. تحوي القرية محالا مختلفة. كغيرها من القرى. توفر هذه المحال كل ما يتطلبه أبناء القرية حيث يوجد عدد من محال المواد الغذائية والخياطة والمطاعم والحلاقة والمواد الصحية وغيرها من المحال الأخرى. كما يوجد بالقرية سوق للخضار يقع في (الشبرة). ويوجد في القرية عدد من الحرفيين (كالحائك) ممثلا في الحاج عبد الحميد المسبح (القفاص) ومحمد العويشي ويوجد من يجيد حرفا أخرى وهناك هواة تربية المواشي والطيور والدواجن. والجدير بالذكر أن أكثر المنشآت التجارية والمهنية تديرها أياد سعودية في القرية.