تواصلت امس ولليوم الخامس على التوالي احتجاجات الطلبة في أقوى مظاهرات تندلع ضد الحكومة الإيرانية في غضون سنوات ،وسط حالة من الغليان التي تشهدها البلاد.
وقد اندلعت اشتباكات محدودة في وقت مبكر من صباح امس في شمال طهران بين حوالي خمسين من المتظاهرين ورجال الشرطة. وألقت الشرطة القبض على عشرة من الصبية في مساكن الطلبة غرب إيران كإجراء احتياطي. وذكرت الشرطة أن 28 متظاهرا و32 شرطيا قد أصيبوا خلال الاشتباكات التي وقعت منذ يوم الاربعاء الماضي. ولحقت أضرار بخمسة بنوك فضلا عن 22 سيارة و34 دراجة. وفي شيراز عاصمة مقاطعة فارس الجنوبية اندلعت مظاهرات بين الشرطة وعدد غير معلوم من المتظاهرين الذين راحوا يرددون هتافات مناهضة للزعماء الاسلاميين.
ولم يعلق الرئيس محمد خاتمى الذي انتخب قبل عامين بحصوله على أكثر من 70 % من أصوات الناخبين بعد على هذه الاحداث. وقد منعت الحكومة الصحافة من تغطية هذه المظاهرات وهو ما يعني أن معظم الانباء المتاحة تعتمد على تقارير شهود العيان أو وكالة أنباء الطلبة الإيرانية (اسنا).
و وصف عضو في البرلمان الموقف في البلاد بأنه (بالغ الحساسية) وأنحى باللائمة على الرئيس خاتمي وحكومته لافتقارهما إلى برنامج بناء لحل مشكلات الشعب. وقال عضو البرلمان بيجان شهاب زاخاني لوكالة (اسنا) إنه نظرا لأن الولايات المتحدة تقف بوضوح خلف موجة المظاهرات في البلاد فإنه لابد من تنبيه الشعب والطلبة للمطالبة بإجراء إصلاحات في إطار النظام الاسلامي وليس خارجه.
وخضعت المناطق المؤدية إلى مساكن الطلبة في جامعة طهران وسط المدينة وإلي مساكن الطلبة في جامعة بيهشتي في الشمال و جامعة طبطبائي في الغرب، لسيطرة مشددة من جانب قوات الشرطة التي جرى نشرها بأعداد هائلة في مواقع إثارة الشغب المحتملة.
وذكرت (اسنا) أنه كانت هناك علامات على أن المظاهرات قد امتدت إلى جنوبي إيران حيث ردد المتظاهرون شعارات مناهضة للزعماء الاسلاميين وهو ما أدى إلى اعتقال عدد من المتظاهرين. ولكن في الوقت الذي ذكرت فيه الوكالة أن النشاط الطلابي قد هدأ نوعا ما في طهران فإن حوالي مئة طالب في مساكن الطلبة في جامعة طهران رددوا في ساعة مبكرة من صباح هتافات تقول(الاستفتاء هو شعار الامة). و دعا الطلبة إلى أجراء استفتاء لتعديل الوضع السياسي للبلاد وهو ما يعد تحديا مباشرا للقيادة الدينية الإسلامية التي حاولت قمع الدعوات المطالبة بالتغيير.
وشكلت محطات البث الاذاعي والتليفزيوني الخاصة في الولايات المتحدة والتي ترسل سيلا متدفقا من المتابعات النقدية لايران باللغة الفارسية، مصدر إزعاج آخر للحكومة الايرانية وفي مقابلات مع شبكة (سي ان ان) الاخبارية الامريكية قال مسئولون في محطة تليفزيون أزادي في لوس انجيلوس إن المحطة تنوي التحريض على المزيد من الاضطرابات بين الايرانيين وإنها لن تعتذر عن قيامها بذلك. وقال مسئول إيراني هو رضا فاضلي وهو ممثل سابق في إيران هذا ما نحاول أن نفعله. وقال مسئول آخر هو قمبيز محمد علينا الاستفادة من هذه الحرية للنضال من أجل الحرية والديمقراطية لبلادنا. وهو شيء لم يكن لدينا أبدا في أي وقت. وقالت (اسنا) إن بعض الطلبة الايرانيين اعترضوا على فكرة أن مظاهراتهم قد حركتها الولايات المتحدة وصاحوا بصوت عال هذه حركة طلابية وليست من صنع أمريكا. ومما يذكر أنه خلال الايام الخمسة التي اندلعت فيها المظاهرات تم اعتقال حوالي180 شخصا. ولم يتضح عدد الاشخاص الذين مازالوا رهن الاعتقال أو ما إذا كان عددهم يتضمن بعض الاشخاص من غير الطلبة من الاحياء المحيطة والذين أيدوا المظاهرات. وعقب تصاعد اعمال التظاهر في طهران دخل مدنيون إسلاميون متشددون إلى حلبة النزاع وهم مزودون بهراوات وأدوات أخرى. وألحقوا إصابات خطرة يوم أمس الاول بعشرة من الطلبة بعدما اقتحموا مساكن للطلاب في تراشت في غربي طهران.ونفت الشرطة شائعات حول مقتل أحد الطلبة. وخلال العام الماضي ألقي القبض على العديد من الباحثين الاسلاميين الجدد لتحديهم مجلس صيانة الدستور. واتهمت وزارة الخارجية الايرانية الولايات المتحدة بالتدخل في الشئون الداخلية الايرانية من خلال تأييدها لحدوث اضطرابات سياسية في إيران. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية حميد رضا أصفي يشير بذلك إلى التصريحات التي أدلى بها في الاسبوع الماضي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ريتشارد باوتشر والتي أشاد فيها بالشعب الايراني لانتباهه إلى السياسات الهدامة للحكومة الايرانية . واستنكر من خلالها الاعتقالات في صفوف الطلبة.