مع تصاعد الهجمة الاعلامية والسياسية بين مؤيد ومعارض للحملة ضد العراق، تصاعدت المخاوف الاميركية من آثار محكمة الجرائم الدولية وزاد قلقها اثر تصاعد المعارضة ضد قرار الاميركيين بضرب العراق.
الصحف الاميركية حاولت ابعاد صورة المعارضة الدولية للقرار الاميركي بالتركيز على شئون داخلية وخارجية في اطار عالمي ابعد من العراق بينما امتلأت الصحف الاوروبية بالمعارضة ضد عمل عسكري وصفته معظمها بالاخرق.
صحيفة "النيويورك تايمز" ابتدرت باظهار قلق الادارة الاميركية من محكمة الجرائم الدولية الذي مازال يتزايد، مع تزايد محاولاتها الحصول على موافقات الدول بعدم محاكمة الاميركيين وفق مسئول في الادارة نفسها.
وذكرت الصحيفة ان اميركا حتى الآن استطاعت ان تحصل على اتفاقية مع رومانيا واسرائيل اللتين وافقتا على عدم ارسال الجنود الاميركيين الذين يعملون كقوات حفظ سلام للمحكمة الدولية.
وفي مكان آخر ابرزت استعدادات الولايات المتحدة للاحتفال بذكرى 11 سبتمبر التي تمر لاول مرة وقالت ان نهارا حافلا منذ شروق الشمس حتى غروبها بمحاذاة نهر هدسون سيشهد هذه الذكرى المؤلمة، دون ان تنسى الاشارة الى ان اميركا مازالت منذ عام تحارب الارهاب.
اما "الواشنطن بوست" فقد تنوعت بين ابعاد الادارة الاميركية نفسها عن التورط باتهام السعودية وبين شئونها الداخلية، وقالت ان ادارة بوش نأت بنفسها امس عن التصريحات التي صدرت عن البنتاغون والتي وصفت السعودية بأنها عدوة للولايات المتحدة وراعية للارهاب.
وقالت الصحيفة نقلا عن رامسفيلد ان التقرير الذي تناقلته وكالات الانباء لا يمثل وجهة نظر الادارة الاميركية او وزير خارجيتها الذي عاد فكرر كلام رامسفيلد وهي المرة الاولى التي يتفق فيها التياران المتناحران الدفاع والخارجية الاميركية.
اما صحيفة "شيكاغو تريبيون" فقد ابرزت حمى المحاربين القدماء والتي تسمى "بغرب النيل" والتي قتلت الاميركي الخامس امس مشيرة الى انها الارهاب الجديد.
الصحيفة نأت بنفسها عن اية اشارات مهمة للعراق او القضية الفلسطينية رغم انها أوردت توسيع عمليات اسرائيل واستلام بوش للخطة ضد العراق.
الصحف الفرنسية والبريطانية كانت على عكس الاميركيين فقد علقت الصحف الفرنسية على توجهات اميركا لضرب العراق مع تصاعد لهجة معاداة هذه الضربة وانسحاب المانيا.
صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية قالت ان الدلائل تشير الى ان اميركا بدأت الاستعداد لضرب العراق رغم انكار بوش لوجود اي مخطط فالاستعداد لتهيئة مخزون نفطي استراتيجي واستعجال البنتاغون تعبئة قوات المشاة لا يدل سوى على ان ساعة الصفر تقترب.
الصحيفة قالت ان حلفاء الامس اقل اهتماما اليوم بالشأن الذي تريد اميركا ان تمرره رغم معارضة الجميع والذي قد ينتج كارثة سياسية واجتماعية واقتصادية ليس في الشرق الاوسط ولكن في كل العالم الذي يتأثر بهذه المنطقة.
اما الصحف البريطانية فقد ابرزت مساعي العراق لاثناء لندن عن دعم الحملة الاميركية ضده، كما ابرزت ضبابية الرؤية الاوروبية للمشهد الذي يرسمه الاميركيون.
صحيفة "الغارديان" نشرت في صفحتها الاولى مقالا تحت عنوان "بلير املنا الاخير" اوردت فيه ان العراق يركز جهوده حاليا على بريطانيا التي يعتقد انها مفتاح الدعم لاي حملة عسكرية تقودها اميركا، مبرزة استعداد وزير الخارجية العراقي ناجي صبري لزيارة بريطانيا ولقاء اي مسئول بريطاني.
النافذة التي يحاول العراقيون فتحها في جدار الحلف البريطاني الاميركي تدعمها حملة معارضة شديدة في اوروبا للحرب ضد العراق، فقد اشارت "الاندبندنت" الى انه ينبغي ترك الامم المتحدة لتختبر نوايا صدام قبل ارسال الطائرات الحربية.
وفي تقرير نشرته الصحيفة قالت ان الولايات المتحدة وبريطانيا هما الدولتان الوحيدتان في العالم اللتان تصران على الاطاحة بنظام صدام حسين بحجة انه ينتج اسلحة دمار شامل دون ان يكون لديهما اي ادلة على ذلك، ولذا فان من الصعب تصديق ما تدعيه اميركا.
عن البيان الاماراتية