شهدت اشرف بقعة على وجه الارض ـ مكة المكرمة ـ مساء السبت الفائت جريمة اخرى من جرائم فئة ضالة ارادت الاحتكام لمفردات لغة شياطينها وتغييب مفردات الدين والعقل والاخلاق، ففعلت ما فعلته مدفوعة بسلوكيات ارهابية تريد تقويض الامن في هذا الوطن وتمرير امراضها وانحرافاتها وجرائمها في بلد آمن من اهم سماته المستمدة من مبادىء الشريعة الاسلامية السمحة القضاء على الجريمة واشاعة الامن بكل معطياته الخيرة في كل جزء من اجزائه المترامية الاطراف، فالعمل الاجرامي الجديد انما يدخل ضمن سلسلة من الاعمال الارهابية التي لا تريد الا اشاعة الفساد في الارض وقتل الابرياء وتخريب وتدمير المنجزات الحضارية لهذا الوطن، وتلك اساليب رموز الارهاب المنتشرة في كثير من اصقاع الدنيا التي لا هم لها الا تخريج دفعات متلاحقة من مدارس ارهابهم ليعيثوا فسادا في الارض، وقد امرت الشريعة الغراء بملاحقة تلك الرموز ومن تغرر بهم لتقديمهم للعدالة، وتخليص البلاد والعباد من شرورهم وافكارهم المنحرفة عن كل دين وخلق ومثل انسانية، فما حدث في مكة المكرمة مساء السبت الماضي لن يفت في عضد المسؤولين عن امن هذه الديار المباركة، وسوف يواصلون بأجهزتهم ورجالات امنهم الاكفاء ملاحقة تلك الشرذمة الضالة وتقديمها للعدالة، فقد عرف هذا الوطن منذ ارساء الامن في ربوعه الطاهرة ايام تأسيسه وحتى اليوم بأن الجريمة فيه أيا كان نوعها ومصدرها وهدفها ومسماها لا تقيد ضد مجهول على الاطلاق، بل يبقى ملفها مفتوحا مهما طال الزمن، ولا يغلق الا بعد العثور على الجاني وتقديمه الى العدالة، وستظل الحكومة الرشيدة ضاربة بيد من حديد على كل فاسق ومارق يريد العبث بأمن هذا الوطن والفساد في ارضه الطاهرة، ولن يفلت الجناة من قبضة العدالة كما تسول لهم انفسهم الامارة بالسوء، وستبقى هذه الديار محفوظة من كل مكروه بإذن الله وفضله.