قلعة دارين تاريخ يحكي ملحمة الدفاع عن الوطن تعتبر قلعة دارين من أشهر المواقع الأثرية بدارين وتسمى أيضا قلعة محمد بن عبد الوهاب الفيحاني وهي قلعة مربعة الشكل مبنية من الحجارة البحرية، والطين، وتقع في منتصف القوس الساحلي الجنوبي لجزيرة دارين، وتعتبر قلعة دارين من أبرز المعالم الأثرية الموجودة على الساحل الغربي من المملكة ومساحتها الاجمالية 8000 متر مع الساحات الخارجية وهي قلعة مربعة الشكل. وبلدة دارين هي الميناء الرئيسي لجزيرة تاروت وتقع إلى الجهة الشرقية من واحة القطيف، ونظرًا لهدم النصف الشمالي من قلعة دارين منذ فترة طويلة اعتقد بعضُ المؤرخين المعاصرين بأن القلعة مستطيلة الشكل، فقد وصفها الباحث علي الدرورة بأنها « شبه مستطيلة، وغير ملاصقة في المنازل»، في حين جاء وصف ج. ج. لوريمر لها قبل ما يزيد على مائة عام، تقريبًا، كالتالي: «قرية دارين محمية بقلعة مربعة، ولا يوجد بها حدائق، ولا زراعات» ثم تأتي الصورة الجوية التي التقطتها شركة أرامكو للقلعة من الجو، لتبين أنها مربعة الشكل، نصفها الجنوبي المطل على الواجهة البحرية كانت مبانيه سليمة - وقت التقاط الصورة الجوية - وأما النصف الشمالي من القلعة فقد تهدَّم منذ فترة طويلة إلى درجة أنه لا يمكن التعرف على الحدود الأصلية للقلعة إلا من بقايا الخطوط الرفيعة التي ترسمها أساسات الجدران، وهذا دليل على أن الجزء الشمالي للقلعة هُجِر منذ عشرات السنين؛ بحيث هدم تدريجيًّا، واستخدمت الحجارة في عملية بناء المساكن المجاورة. كما أن النصف الشمالي للقلعة مقسم الى ثلاثة مربعات كبيرة المساحة، وثلاثة مربعات أخرى صغيرة ويذكر كبار السن في دارين أن هذا الجزء كان عبارة عن سور لا يتجاوز ارتفاعه المترين يشكل حوطة كبيرة لها باب رئيسي في منتصف الضلع الشمالي، وهذا الجزء تم تخريبه منذ 70 سنة، وكان به عدد من الغرف في الجهة الشرقية في حالة سيئة يسكنها خدام الشيخ جاسم الفيحاني، الذي كان يسكن هو وأفراد أسرته النصف الجنوبي للقلعة، المطل على الواجهة البحرية، كذلك يحتوي النصف الشمالي المهجور على آثار وبقايا إسطبلات للخيول، وأما الشريط الغربي من النصف الشمالي للقلعة فقد كان به منزل صغير، وتاريخ بناء قلعة دارين كان سابقًا لفترة نزوح الفيحاني من شبه جزيرة قطر الى بلدة دارين بما يزيد على 15 سنة على أقل تقدير، في حين أن هذه التقارير تذكر بأن الذي قام ببناء قلعة دارين هم الحكام السعوديون الذين حكموا منطقة القطيف خلال الفترة من 1212هـ، وحتى عام 1288هـ خلال طور الدولة السعودية الأولى والثانية . ومن المؤكد أن قلعة دارين استخدمت في فترة الدولة السعودية الأولى والثانية خلال الفترة من عام (1212هـ - 1288هـ)، كقلعة دفاعية ومركز لجباية الرسوم الجمركية في جزيرة تاروت، في حين اقتصرت وظيفة قلعة دارين خلال فترة الحكم العثماني الأخيرة خلال الفترة (1288هـ - 1331هـ) على الأمور الإدارية والجمركية هدفها المراقبة وجباية الرسوم والضرائب لخزينة بيت المال العثماني بمركز قضاء القطيف، وكانت قلعة دارين تحتوي على دار خاصة لسكن مدير محلة دارين، وغرف للضباط، وعدد من المخازن، ومحل للمدفعية وإسطبل للخيول، وربما كانت تحتوي، أيضًا، على سجن صغير؛ فقلعة دارين كما سنبين لاحقا كانت أنموذجًا مصَّغرًا من قلعة إبراهيم في الأحساء، التي كانت تحتوي على الدار الخاصة لسكن المتصرف، وغرفة الضباط، والجنود، ومخازن، ومحل للمدفعية، كما يوجد فيها السجن، والمستشفى ومدرسة صغيرة.
قلعة دارين
أول مطار بالمملكة لم يتبق منه سوى « مستودع»
ما تبقى من مطار دارين.
يقع مطار جزيرة دارين في منطقة الرفيعة في الجهة الشمالية لجزيرة دارين وتم تأسيس المطار منذ الحرب العالمية الاولى عام 1914م (1331هـ - 1332 هـ ) وكانت تهبط فيه طائرة أسبوعيا وتأتي من البحرين , وظل المطار قائماً حتى عام 1350 هـ وهجر عام 1357 هـ ويتكون المطار من حجرتين صغيرتين مستطيلتي الشكل متجاورتين واستخدم في بنائهما الحجارة البحرية (الفرش) والطين وينتصب بين الغرفتين عمود من الخشب يسمى (البنديرة) يرفع عليه مصباح لإرشاد الطائرات ليلا ويبلغ ارتفاعه 20 متراً , ويعد مطار دارين أول مطار في تاريخ المملكة وكانت آثار المطار المكونة من برج خشبي ومبنى متواضع مكون من غرفتين متجاورتين ماثلة للعيان، ولم يبق اليوم من المطار سوى مستودع الوقود والذي هو عبارة عن حجرة واحدة بعيدة عن المبنى والمدرج والذي كان قريباً من ساحل البحر . النصب التذكاري: أما النصب التذكاري مازال موجوداً من الجهة الجنوبية للقلعة فهو يؤرخ المعاهدة التي وقعها الملك عبد العزيز طيب الله ثراه مع البريطانيين لأنه شاهد على زيارة الملك عبد العزيز طيب الله ثراه لجزيرة دارين وتوقيعه للمعاهدة الشهيرة مع البريطانيين خاصة أن النصب يقع بالقرب من قلعة دارين.