DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

شيء من العلاقة مع الروس

شيء من العلاقة مع الروس

شيء من العلاقة مع الروس
شيء من العلاقة مع الروس
في العلاقات العربية الروسية يجب التمييز بين ثلاثة معانِ، المعنى الأول، الاتحاد السوفيتي بأنه قوة عالمية سياسية واقتصادية وعسكرية تلاشت مع مطلع تسعينيات القرن الماضي، المعنى الثاني أن روسيا الاتحادية قوة سياسية لا يمكن للباحث تحديدها بدقة من نواحي القوة العسكرية والسياسية والاقتصادية حاليا، وهي الوريث التقليدي لما كان يعرف باتحاد الجمهوريات السوفيتية. المعنى الثالث أن الروس أو الشعب الروسي الذي له حرفه الخاص، واللغة والثقافة والفكر الخاص به هو محل تقدير واحترام. العلاقات العربية الروسية قديمة وكان ينظر إليها على أنها إستراتيجية مع بعض البلدان حيث كانت بلدان كمصر وسوريا واليمن الجنوبي السابق والجزائر وبعض البلدان العربية حلفاء لروسيا، ولعبت العسكرية والدبلوماسية الروسية أدوارا مؤثرة في الأحداث التي شهدتها المنطقة العربية على مدى العقود الماضية، وللحقيقة لم تكن درجة التأثير الروسي في أحداث المنطقة العربية لكون صانع السياسة الروسي يملك إستراتيجية واضحة في المنطقة بقدر ما كان تحركه العام ردة فعل لمقاومة الفعل الأمريكي الذي أثبتت الأيام انه أكثر تنظيماً وتركيزاً.الذهنية الروسية المعاصرة لم تجد عملا مناسبا للدبلوماسيين الروس سوى تحريف الأخبار وإعادة إنتاجها.ومع وراثة روسيا الاتحادية لتركة الاتحاد السوفيتي بدأ دور الدبلوماسية والعسكرية الروسية في التخبط، وأصبح من النكات المشهورة في الغرب توصيف ذلك التخبط الذي أظهر الدبلوماسية الروسية، بفضل قياداتهم السياسية في العقدين الأخيرين على أنها ليست أكثر من تاجر سلاح غير ماهر لا يفرق في بيع بضاعته الرديئة على رصيف مهجور في إحدى موانئ العالم الثالث أو في سوق دولية شعارها التنافس بين الجودة والكفاءة. الروس والغرب تقليديا طرفا تنافس عالمي وهذا أمر يعرفه الكثيرون على مستوى السلاح والدبلوماسية والأعمال العسكرية، ولكن ما قد يغيب عن البعض أن الصراع الثقافي والإعلامي بين الجانبين كان يعمل بموازاة  الأدوات الأخرى، وفي علاقة العرب بروسيا كان راديو موسكو الذي استخدم كذراع داعم للسياسة الروسية منذ 1929م والذي تطور من صوت موسكو وإذاعة الصداقة وهي بالمناسبة الإذاعة التي كانت موجهة إلى شعوب العالم الثالث، ثم إلى صوت روسيا، وقد يستغرب القارئ أن هذه الإذاعة أي إذاعة صوت موسكو بدأت بثها قبل أَشهر إذاعة دولية وأعني بها البي بي سي بثلاث سنوات! وقبل صوت أمريكا بسبع سنوات! إلا أن تأثيرها محدود وربما يكون غير ملموس بنفس القدر والكيفية كما لدى الآخرين، وهي اليوم إذاعة مهملة حتى مع تطور وسائل الاتصال. ويمكن القول ان الروس الجدد حاولوا بعث الروح فيها واستبدالها من خلال إنشاء قناة روسيا اليوم الفضائية، وللتذكير ومع أن قناة روسيا اليوم الفضائية الناطقة باللغة العربية حديثة عهد ببثها المرئي، حيث بدأت في مايو 2007م، إلا أن الروس يستخدمونها كمؤشر لعلاقاتهم السياسية مع العالم العربي على وجه التحديد، ولكي أُبسط الموضوع على القارئ الكريم أُذَكِرُ بالموقف العربي العام تجاه السياسية الروسية مما يحدث في سوريا، ولا أدعي أن لدي معلومات مؤكدة عن علاقات عربية روسية متوترة، خاصة مع الدول التي تقود حملة الدفاع عن الشعب السوري مثل المملكة العربية السعودية، ولكن بالتأكيد أن العلاقات العربية الروسية والسعودية الروسية من بينها ليست في أحسن أحوالها ومن أراد أن يتابع شيئا من عدم التطابق والانسجام في العلاقات فليعرج على بعض أخبار المملكة في موقع القناة ويلاحظ طريقة إعادة إنتاجها بالأسلوب الذي يناسب المزاج العام للعلاقة بين الطرفين، الأمر الذي قد لا يعرفه الروس أن هذه الأخبار رغم غرابة بعضها وتفاهة البعض الآخر، موجودة ومنشورة بالأصل في مواقع الكترونية سعودية وعربية، ولكنها الذهنية الروسية المعاصرة التي لم تجد عملا مناسبا للدبلوماسيين الروس سوى تحريف الأخبار وإعادة إنتاجها.