اعتبر الرئيس العراقي صدام حسين، في خطاب بمناسبة الذكرى 14 لانتهاء الحرب مع ايران، أن اي هجوم امريكي ضد بلاده سيكون مصيره الفشل حتما، بينما يقول محللون أنه سيتجنب حرب الصحراء وسيقوم بنشر قواته في المدن انتظارا لقدوم القوات الغازية.
وقام اكثر من 15 الف مقاتل ينتمون الى تشكيلات (جيش القدس) صباح امس بعرض في بغداد معبرين عن استعدادهم لمواجهة اي عملية عسكرية امريكية محتملة. ورفع المشاركون من النساء والرجال الذين ارتدوا البزات العسكرية بنادقهم ورشاشاتهم وهم يقطعون شارع 14 رمضان في منطقة المنصور، في الكرخ.
وكانت واشنطن رفضت الاسبوع الماضي عرضا للحوار قدمته بغداد لرئيس مفتشي نزع الاسلحة التابعين للامم المتحدة هانس بليكس ودعوة الى قادة الكونغرس لارسال بعثة تحقيق حول الاسلحة المحظورة التي يتهم العراق باقتنائها.
ونقلت صحيفة لوس انجليس تايمز أمس عن الاستخبارات الأمريكية أن صدام ينوي نشر قواته في المدن وسيتجنب الخوض في حرب في الصحراء نظرا لتفوق الدبابات والطائرات الامريكية فيها وقد عمل على استدراج القوات الامريكية الى بغداد وبقية المدن الكبرى.
ورأى مايكل اوهالون احد المحللين العسكريين في مؤسسة بروكنغز ومقرها في واشنطن ان صدام لن يقاتل في الصحراء.
ونقلت الصحيفة عن عراقيين فارين واعضاء في مجموعات للمعارضة العراقية ما زالوا على اتصال مع حزب البعث الحاكم في بغداد، أن المسؤولين العراقيين الاقليميين أبلغوا بهذه الاستراتيجية التي جاءت على ما يبدو نتيجة الدروس التي استخلصت من حرب الخليج (1991) التي دمر خلالها الطيران الامريكي الدبابات والعتاد العسكري العراقي بسهولة.
وكتبت لوس انجليس تايمز ان الاهداف العسكرية العراقية ستغرق في غابة من السكان تقدر بنحو خمسة ملايين نسمة في مدينة بغداد وضواحيها، موضحة ان صدام حسين شيد شبكة متطورة من المخابئ تحت الارض وسيضطر الجنود الامريكيون لدخول شوارع بغداد وهم يرتدون بزات واقية من الاسلحة الكيميائية.
ولم تعبأ الادارة الأمريكية بخطاب صدام، واعلن مساعد الناطق باسم البيت الابيض سكوت مكليلان في كروفورد (ولاية تكساس) حيث يمضي الرئيس الامريكي جورج بوش عطلته في مزرعته ان على الحكومة العراقية ان تحترم التعهدات التي اعطتها للامم المتحدة عند انتهاء حرب الخليج. ووصف مسؤول طلب عدم ذكر اسمه أن خطاب صدام لا شيئ جديد فيه. لقد سبق وسمعنا مثل هذا الكلام.
وحذر امين عام الجامعة العربية عمرو موسى من ان هجوما على العراق قد يغرق الشرق الاوسط في حالة من عدم الاستقرار والعنف.
وصرح موسى لصحيفة در ستندارد النمساوية: اذا كانت الولايات المتحدة تفعل ذلك من اجل المنطقة فعليها ايضا ان تستشير المنطقة. واعتبر موسى دعوة بغداد لارسال بعثة للتحقيق في اسلحة الدمار الشامل مؤشرا واضحا على ان العراقيين على وشك قبول المفتشين.