قد يرهن العقار ويرهن الذهب في حالات لا يترتب عليها ضرر للراهن، ويحرم الرهن في بعض الحالات إذا ما كان الضرر المترتب عليه أكثر من نفعه كأن يجر صاحبه إلى ما هو أسوأ فتتضاعف عليه المشقة ولا يتيسر فك الرهن. ولا يتم الرهن عادة إلا عند الحاجة الشديدة فما حاجة أصحاب العقول لرهن عقولهم عند فلان أو علان؟ ألا يحسنون استخدامها؟ أيشعرون بأنها نعمة لا يستحقونها وبالتالي يستأمنونها عند غيرهم يفعلون بها ما يحلو لهم!! أيخافون من استخدامها لتساعدهم على التمييز ويفضلون أن يسلموها كرهن مقبوض الثمن لغيرهم؟! ويكون الثمن عادة في مثل هذه الحالات أن يأخذ المرتهن لديه بعقول الراهنين إلى حيث يريد هو فاليوم في هذا الاتجاه وغداً في اتجاه مخالف تماماً وليس لهم أن يتساءلوا ولا يعترضوا ولا يرفضوا فإن قال لهم جاهدوا والجنة موعدنا سارعوا للقتال، وإن قال سبوا واشتموا فهذا طهارة لكم سلقوا الناس بألسنة حداد، وإذا أملى عليهم قائمة طويلة من المحرمات والمنكرات فهم على استعداد لتحريم اللبن السائغ. وإذا بدا له أن ذلك مبالغ فيه وأراد أن يمزق القائمة أو يشطب على كثير من اجزائها فليفعل فلن يجد من يرده أو يعترض عليه وفجأةما حاجة أصحاب العقول لرهن عقولهم عند فلان أو علان؟ ألا يحسنون استخدامها؟ أيشعرون بأنها نعمة لا يستحقونها وبالتالي يستأمنونها عند غيرهم يفعلون بها ما يحلو لهم!! أيخافون من استخدامها لتساعدهم على التمييز ويفضلون أن يسلموها كرهن مقبوض الثمن لغيرهم؟! ستجد أن قوافل تتجه نحو الشمال تعود قافلة إلى الجنوب بلا مبرر ظاهر واضح ومعروف لهم اللهم إلا أن فلاناً قد فعل أو قال فاتبعوه وأطيعوه!!.
إن هذه العقول المعطَلة في ذاتها هي المعطِلة لغيرها بما تسببه من ارباك هائج ومهيج بقوة اللسان البذيء وسلاطة الفكر المنحرف الذي وإن لم يحقق نجاحاً إلا أنه يعرقل المرور ويكدر الأجواء ويتسبب في إبطاء البناء؛ كل أنواع البناء المادي والمعنوي لأنهم يتوهمون أننا نصحو كل يوم وكأننا في زمن الجاهلية الأولى لا نعرف لنا رباً ولا ديناً ولا رسولا ويريدون أن يعرفونا عليهم بطريقتهم الخاصة وعبر أهدافهم الخاصة جداً- المستميتة من أجل السلطة والسلطان الخاص بهم- وبتعاليم ممن رهنوا عقولهم لديهم فإذا اعترضنا دخلوا فينا بين الجلد والعظم يفتشون عن العيوب فإن ضلوا الطريق ولم يجدوا ضالتهم فإن هذا لا يعييهم فهم أهل صناعة البهتان وشهد بهذا كل من مزق أستارهم وخرج من حربائيتهم المتلونة فاراً بعقله إلى حيث يلتقط أنفاسه قبل أن يهدأ ويكتشف أن عقله ما زال يعمل لصالحه متى ما أراد. بعضهم يسمى دعاة إصلاح ديني وهم في الحقيقة دعاة إفساد له من حيث يدرون ولا يدرون حتى صارت بعض دروب الإصلاح الديني تعلوها غشاوة فصارت بحاجة لمن يصلحها وينقحها ويجلو الغشاوة عنها مما جاءوا به وهو مما لم يأمر به الله ورسوله من عنت وتنطع ممقوت ما زال يتسبب في فرار بعض الناس والعقول منه أو الإساءة إليه بعد أن حاروا بالسبل. فأفيقوا يا أصحاب العقول المرهونة فما أنتم إلا أدوات يتخلص منها أساتذتكم متى ما أرادوا.