DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

لبنان في أسبوع

لبنان في أسبوع

لبنان في أسبوع
لبنان في أسبوع
في الأسبوع الماضي كنت في ضيافة الجامعة اللبنانية (المعهد العالي للدكتوراه) لإلقاء بعض المحاضرات ضمن برنامج الجامعة للتعاون الثقافي بين جامعات العالم من منظور علمي وثقافي للشعوب وعندما أرسلت لهم عناوين المحاضرات المقترحة من قبلي وكانت أدبية خالصة نبهوني إلى أن طلبة المعهد من الدارسين للماجستير والدكتوراة في اختصاصات متعددة وبالتالي هم يريدونها مناسبة للجميع كمعلومات عامة فحاولت أن أجمع بين هذا وذاك وكانت كالتالي: ١/ المرأة كاتبة ومكتوبة في المجتمع السعودي -قراءة نقدية لبعض المقالات- واخترت لهم بعض مقالات للدكتورة حسناء القنيعير وأخرى من مقالاتي.. ٢/ المرأة في الإعلام السعودي. وكانت هذه المحاضرة في كلية الإعلام.. ٣/ الحصار الفكري والاجتماعي ضد المرأة -قراءة نقدية لرواية نساء المنكر وعرجت قليلاً على رواية هند والعسكر-. ٤/ المرأة في ميزان الذكورة بين الواقع والخيال عند البحتري وأبي تمام. وعلى الرغم من أنه موضوع أدبي إلا أن النقاش حولة كان ثرياً من الطلبة في علم النفس أيضاً لأن الموضوع متناول من وجهة نفسية للشعر فكان النقاش مفتوحاً على الثقافة الإنسانية العامة.كنت أخرج من قاعة المحاضرات كل يوم وأنا اتساءل عن دور التواصل المباشر بين طلبة وأساتذة الجامعات لمزيد من التعارف وتصحيح الصور المغلوطة وهو أمر لا تحققه الأسابيع الثقافية التي تقام من حين لآخر على مستوى السفارات ووزارة الإعلاموقد حرصت في كل تلك المحاضرات أن أكون موضوعية جداً فأنقل الجانب السلبي والإيجابي وهذا ما جعل رئيس قسم الصحافة يثني على الطرح الموضوعي. وكنت أيضاً أرى علامات الدهشة والإعجاب والتعجب في عيون الحضور لأن معظمهم لا يعرفون عنا سوى وجوه السياح وأفعالهم وخاصة السيئ منها كما لا يعرف غالبيتنا إلا بعض الأمور التي لا تمثل سوى وجه واحد للحقائق عنهم. سألتني إحدى الطالبات عن صورة الإنسان اللبناني في بلدي وغيرها من دول الخليج وبعد عرض بسيط ختمت بأن اللبناني مسوق جيد لنفسه ولكنه يسوق الرديء والجيد بالمستوى نفسه ولهذا غلبت الصورة السلبية على المضادة لها كحالنا في نظرهم مع الفارق في التفاصيل فصورتنا محصورة بين سائح فاسق أو رجل يملك المال يبعثره بلا عقل ويتزوج أربع نساء أو امرأة جاهلة مغتصبة الحقوق! إن كل تفاصيل حياتنا مختلفة تماماً عما يعرفه الأغلبية عنا هناك فنحن في نظرهم نعيش بين تشدد ديني وانفلات أخلاقي فرض ذلك التشدد. كانت كل الأحاديث داخل قاعة المحاضرات وخارجها حتى مع السائق المثقف تشكل نقطة إثارة لمزيد من الأسئلة عن مجتمعنا والتعرف عليه كنت أتحدث مع السائق عن الوظائف هنا وهناك وعندما ضربت مثالاً بموظفة البنك جحظت عيناه في مكانها وهو يقول : آه.. والله فيه موظفات بنك!! معظم ما قلته كان غريباً عليهم يسمعونه للمرة الأولى ويعينهم على فهم ما لم يفهموه مما يتردد في وسائل الإعلام وما يتناقلها الناس بطريقة سيئة. إن ما حققته هناك من فائدة وضعت لهم نقطة بداية لمراجعة معلوماتهم حول المرأة السعودية ومكانتها وأثرها ودورها في الحراك الثقافي والاجتماعي. كنت أخرج من قاعة المحاضرات كل يوم وأنا اتساءل عن دور التواصل المباشر بين طلبة وأساتذة الجامعات لمزيد من التعارف وتصحيح الصور المغلوطة وهو أمر لا تحققه الأسابيع الثقافية التي تقام من حين لآخر على مستوى السفارات ووزارة الإعلام. إن الجامعة اللبنانية تستقبل طوال العام الجامعي أستاذاً في كل شهر لهذا الغرض رغم ضعف الإمكانيات المادية فأين جامعتنا عن الإفادة من فكرة هذه فقد مل الطلاب والطالبات وانعدمت الفائدة من الوجوه المتكررة.