DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

مجالس العزاء

مجالس العزاء

مجالس العزاء
مجالس العزاء
في السنوات القليلة الماضية كانت المستجدات الاجتماعية كثيرة جداً منها ما تبناه الناس بشكل سريع تحرياً للفائدة ومنها ما انتشر كتقليد جديد لقناعته به ودائماً هناك من يستغل هذه المستجدات ليسوق لشيء يستفيد هو منه بشكل مادي صرف أو ما يجمع بين المادي والمعنوي . قد تكون البذرة صالحة إلا أن السقيا سيئة فتكون النتيجة مخيبة للآمال ونحن قوم مصابون بداء التقليد في كل شيء وكأن من يتأخر عن تقليد الآخرين على خطأ وغيره على صواب حتى في تقديم الأفكار !! حتى وصلنا إلى مرحلة نقلد حتى في تفاصيل بعض الأمور التي تتصل بالدين . خذ على سبيل المثال إحضار من تقوم بإلقاء خطبة ما في مجالس العزاء . ولا أعرف ما الذي استجد في مجالس العزاء حتى صار الناس يطلبون من تقوم بتلك المهمة فلم أعرف في مجالس العزاء إلا كل سلوك حسن من الجميع فالناس تحضر لأداء واجب العزاء كما يجب أن يكون لدقائق قليلة ثم تذهب فلا صياح ولا عويل ولا نرى إلا كل مظاهر الصبر والاحتساب والانكسار النفسي على فراق الأحبة . بعض من يتحدثن في تلك المجالس من تلقاء أنفسهن يلقين كلمة بسيطة عن فضائل الصبر وبعضهن ممن يعملن بالأجر تجدها تتحدث منطلقة من فهم قاصر وعدم إلمام بكثير من الأمور وتقفز من موضوع لآخر لا صلة له بالحدث وتنسى احياناً أنها في مجلس عزاء وتستخدم الاسلوب الساخر المضحك لإيصال الرسالة خاصة عندما يتعلق الأمر بموضوع يتصل بحواجب المرأة أو عباءتها أو التعامل مع زوجها . والمتحدثات في مجالس العزاء بأجر هن في الغالب من المجتهدات اللاتي يعتمدن على تلك الكتيبات الصغيرة المتوافرة في كل مكان وعلى قدرتها اللسانية فقط .إن ما يحدث في المناسبات الحزينة لا يختلف عما يحدث من تغييرات استهلاكية في المناسبات السعيدة يكون الهدف الأول منها هو إجابة تأتي بعد عدة أسئلة تقال ولا تقال  هو : ما الجديد وماذا صار الناس يقدمون لنقدم وماذا يفعلون لنفعل والهدف هو كيف نستعرض ونظهر ما لدينا من رغبات عجيبة في التكرار والتشابه سواء أعجبنا ذلك أو لم يعجبنا  والسؤال هل نحن بحاجة لمثل هذا الأمر ؟ وهل تتناسب طبيعة مجلس العزاء لمثل هذا  الإجابة القاطعة أننا فعلاً لا نحتاجه . ومن مستجدات مجالس العزاء التي لا عهد لنا بها هو تحديد وقت خاص يشبه تحديد وقت دوام للعمل فأمامك ساعتان فقط بين صلاتي العصر والمغرب وبعدها لا تستقبل أو من بعد المغرب حتى الثامنة !! وهناك أيضاً  من يجعل الأبواب مفتوحة طوال الوقت ولكن لأنهم وضعوا ( بوفيه ) مفتوحاً طوال الوقت للغداء والعشاء والحلويات في تحوير غريب لعادة اجتماعية قديمة في مساندة من توفي لهم قريب بتقديم الطعام لهم وللقلة من الضيوف المقيمين لديهم  وهي عادة حميدة لولا ما داخلها من مبالغات استعراضية تحزنك على حال الأحياء قبل الأموات لانغماسهم في البحث عن الجديد بهدف التقليد حتى في العزاء . حتى وصل الأمر ببعض الناس أن أوصدوا أبواب بيوتهم في وجوه الآخرين وقالوا لا عزاء . إن ما يحدث في المناسبات الحزينة لا يختلف عما يحدث من تغييرات استهلاكية في المناسبات السعيدة يكون الهدف الأول منها هو إجابة تأتي بعد عدة أسئلة تقال ولا تقال  هو : ما الجديد وماذا صار الناس يقدمون لنقدم وماذا يفعلون لنفعل والهدف هو كيف نستعرض ونظهر ما لدينا من رغبات عجيبة في التكرار والتشابه سواء أعجبنا ذلك أو لم يعجبنا وسواء استطعنا أو لم نستطع فاجتهدنا لنقلد . لقد اصبح التقليد آفة اجتماعية تكشف لنا ضعف النفوس وفقرها الهائل إلى تقدير الذات وتقدير الآخرين لهم مما جعلها تتهالك على تلك الشكليات المقلدة.