أريد أن أفهم هل هذه التحية تأتي إجبارية ضمن تحميل برنامج Keek ؟ أم أنها دليل واضح على أن كل من ركب هذه الموجة صار كالبقرة الشقراء اللعوب التي سارت مع الخيل (مع الخيل ياشقرا)؟
دعكم مما قيل عن الرسائل الجبارة التي يريد أن يوصلها نجوم الكييك للناس، ودعكم من أن أنهم احتلوا مساحات زمانية ومكانية في الوسائل الإعلامية، فهم احتلوها، لأن تلك الوسائل تريد أن تملأ صفحاتها وساعات بثها بأي شيء، ودعكم من محاولة إظهار أهمية ما يقدمون، فكل هذا لا يعنينا؛ لأن للناس عيونا ترى وآذانا تسمع، فضلاً عن عقول مازالت تعقل رغم ما حولها من غثاء، فهذا الكييك بكل ما فيه ومن برزوا عبره هم مساهمون فاعلون جداً في مسيرة التتفيه والتسطيح الفكري والتقليد السمج، وهو لن يصنع لنا ممثلي كوميديا كما يدعون، ولن يقدم نقداً اجتماعياً يسهم في التوعية أياً كان نوعها، فكل ما في الأمر انغماس في التسلية وحب الظهور والإضحاك بطريقة بعض المسرحيات التي تعتمد على قاموس خاص مستمد من مفردات هابطة والسخرية من ذاك السمين والآخر النحيف، وذاك القبيح والآخر الناعم المتأنث، وهو أيضاً يأخذ من دور مجلات العراة والإغراء، فبعض أولئك النجوم هم مجرد حثالة اجتماعية، وبعضهم يبحث عن فرصة فنية على حساب الناس، وبعضهم غارق في الإعجاب بشكله ويريد أن يشاركه الآخرون في الإشادة بجماله والتلذذ بكلمات .. عفواً أقصد أصوات مثل واااااو/ ياااااااي.
ها هي البلاد اليوم تجلي مئات الألوف من العمالة التي زاحمت شبابنا في أكل عيشهم واختطفت اللقمة من أفواههم، فأين هم الآن؟ أين هم من الرزق الحلال الذي جعل تلك العمالة تحول إلى بلدانها مليارات كل عام؟ أين هم من قيادة المعدات المتوقفة والبقالات التي توشك على إقفال أبوابها وبعض من محدثي النعمة الذين لا يتركون فرصة تمر من بيديهم إلا ويعرضون لنا ملابسهم ومجوهراتهم وسهراتهم وأصدقاءهم، وبعضهم لا هذا ولا ذاك، لكن أحدهم يعتقد أنه بارع ومضحك ومتميز في إعادة كل ما يفعله أولئك فكل فيديو جديد للأنواع السابقة يلحقه فيديو جديد مشابه كنسخة كاريكاتورية !! وماذا بعد؟ لا شيء أبداً.
بعضهم يقول: إنه الفراغ والبطالة ويرى غيرهم إنه بسبب عدم وجود البديل من وسائل التسلية !! وقد أصبحت هذه التعليلات شماعتنا الأقوى لنعلق عليها كل مصائبنا - كبيرها وصغيرها - لنبرر كل الأخطاء وكل التفاهات حتى صرنا الشعب الأضحوكة على مستوى الأفراد في كثير من الأحيان وعلى مستوى بعض المؤسسات العامة في بعض الأحيان، وما نحن كذلك، لكننا قد نصير كذلك فعلاً خلال سنوات قلائل إذا استمر الحال على ما هو عليه من تشجيع لكل تلك النماذج وانتاجها، وفي المقابل نسخر من كل محاولة للجدية والسعي للتغيير الإيجابي ونسميهم (مصطفى) بعد أن نحصر ذلك التوجه في التميز الدراسي فقط ونتناسى أن التميز ليس في الشهادات فقط ؛ بل في الفكر الذي ينتج ويساهم ويعمل ويبني. ها هي البلاد اليوم تجلي مئات الألوف من العمالة التي زاحمت شبابنا في أكل عيشهم واختطفت اللقمة من أفواههم، فأين هم الآن؟ أين هم من الرزق الحلال الذي جعل تلك العمالة تحول إلى بلدانها مليارات كل عام؟ أين هم من قيادة المعدات المتوقفة والبقالات التي توشك على إقفال أبوابها؟ وأين هم من البناء والتعمير الذي تهدد شركات المقاولات بأنها ستتوقف مع رحيل العمال (الفلتانين) ؟ ما الذي سيحدث ؟ هل سنرحلهم لنستقبلهم بعد حين تحت كفالة صاحب مؤسسة ما أو شركة ما ليتفرغ شبابنا لتسجيل فيديوهاتهم الخاصة التي (يتميلحون) بها؟ أم ماذا؟