لم يكن يدري الدكتور عبدالله عبدالعزيز بن محمد الربيعة (المولود في 11 نوفمبر 1954 بمدينة الرياض) وزير الصحة الحالي (بموجب قرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بتاريخ 19 صفر 1430 هـ الموافق 14 فبراير 2009) أن القدر سيختاره ليضعه في هذا المنصب الحساس والدقيق، ليكون مسؤولاً عن صحة المواطنين والمقيمين، ويتحمل هذه الأمانة الوطنية بكل صبر وأناة مهما كانت الانتقادات أو الإشادات.. في بلد بحجم قارة، تستلزم تنويع الخدمات وإيصالها إلى كل الأرجاء في المدن والقرى والهجر.
فالأستاذ بكلية الطب بجامعة الملك سعود بالرياض، والذي اشتهر بإجراء عمليات فصل التوائم. أصبح بعد ذلك علماً سعودياً شهيراً، أتاح له تخصصه ونبوغه العلمي أن يدخل باب الشهرة من أوسع الأبواب، وعبر عمليات إنسانية أهدى من خلالها خادم الحرمين الشريفين للعالم طاقة إنقاذ هائلة، لا تفرق بين دين أو لون أو جنس أو عرق، جعلت من المملكة العربية السعودية قبلة للباحثين عن مثل هذه العمليات لفصل التوائم، مجاناً ولوجه الله فقط.
الدكتور الربيعة، الذي اهتم بحالات التوائم السيامية، أجرى حتى مارس 2011 حوالي 29 عملية ناجحة لفصل التوائم السيامية مع فريقه الطبي، بكل براعة، جذبت انتباه العالم، للدرجة التي جعلته بطل رواية أوروبية قامت بكتابتها الأديبة الرومانية دومنيكا اليزل تعببراً عن امتنانها لما قام به من أعمال وقامت بإهداء أول نسخة من روايتها إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز لرعايته تكاليف هذه العمليات الإنسانية.
بدأ الربيعة الدراسة بكلية الطب بعد اجتياز امتحان القبول عام 1972. تخرج عام 1979م / 1399 هـ، وكان الأول على دفعته. ثم حصل على الماجستير من جامعة ألبرتا بكندا عام 1985، ثم درجة الزمالة في جراحة الأطفال من جامعة دالهاوسي بكندا عام 1987.. ليتدرج في مسؤولياته العملية، ليكون استشاري جراحة الأطفال بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض من عام 1988م إلى عام 1991م.. وكذلك كبير الأطباء بمستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض من 1 أغسطس 1990 إلى 30 سبتمبر 1990م.. وتتوج مسيرته بتقدير محلي مميز، بحصوله على وسام الملك عبد العزيز من الدرجة الأولى في رمضان 1423هـ..
وربما كان التحدي الأكبر الذي يواجه الدكتور الربيعة ووزارته، هو القدرة على التعامل مع الأمراض والفيروسات الجديدة، وأهمها في الوقت الراهن فيروس كورونا، الذي أودى بحياة 16 شخصاً في المملكة.
تحديات أخرى عديدة تستوجب التعامل معها على الأرض، ولعلها كما قال الربيعة نفسه ، في مؤتمر دولي عقد في الرياض قبل فترة، عن أنماطِ الحياةِ الصحيةِ والأمراض غير السارية في العالم العربي والشرق الأوسط، بمشاركةِ عددٍ كبيرٍ من وزراءِ الصحةِ وخبراءَ واستشاريينَ عرب وأجانب، من أن أهم المشاكل التي يواجهها المجتمع السعودي هي السمنة والعادات السيئة كالتبغ والتدخين والغذاء غير الصحي والحياة الخاملة الخالية من التمارين الرياضية.
وأردف قائلا: إن هذه الأمراض والعادات تؤدي لأمراض عدة كالقلب والكلى والأمراض الدموية والعيون والرئتين، علما أن جميعها تؤدي للوفاة، إذ يموت 36 مليون شخص عالمياً جراء هذه الأمراض.