DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

آفة التقليد

آفة التقليد

آفة التقليد
آفة التقليد
ماذا يريد الناس بالأرقام ؟ سؤال طرحته على نفسي والآخرين عندما كنت أرى تسابق الناس للحصول على أكبر عدد من المتابعين لهم في تويتر وابتكروا من أجل ذلك عشرات الطرق كي يحصلوا على متابعين أكثر وبالتالي أرقام أكبر والحال نفسه كان عند من سجلوا للكيك تسجيلات تافهة أو مضحكة ، وانتقلت حمى الأرقام إلى الانستغرام فهناك رغبة محمومة عند كثير من الناس أن يحصلوا على أرقام عالية من المتابعين بغض النظر عما يقدمونه في تلك البرامج وبغض النظر عن طبيعة من يتابعهم وأسباب المتابعة . حمى غريبة للفوز بأرقام عالية لم أجد لها تفسيراً سوى الرغبة بالحصول على ما لدى غيرهم أو تقليدهم حتى فيما لا يحسنون أن يقلدوه .  بعضنا غافل تماماً عما لديه وغير قادر على فهم أداء تلك البرامج والاستفادة منها أو الإعراض عنها لأنه لا ينشغل بنفسه كما ينشغل بغيره . هو لا يقرأ لا يعلق ولا يسمح لعقله أن يزن الأمور ويجعل تلك البرامج مفيدة بالنسبة له في مجالات أخرى باستثناء العدد . خلاصة الأمر أرى أن التقليد فينا آفة غريبة عجيبة وصل أذاها إلى عمق أفكارنا فكبلتنا عن تقديم المميز من القول والعمل فألقت هذه الآفة بظلالها على كل ما ومن نتعامل معه . فالأمر في النهاية متعلق بالسطوة المادية على العقول لدرجة تعمينا عن أسباب استحقاقنا ونجاحنا أو فشلنا .وهذا حال بعض فتياتنا اللاتي عملن في خياطة الجلابيات لأنهن وجدن فلانة وفلانة تعمل وتبيع بضاعتها بالألوف ثم تفاجأ بأنها تخسر وتلك تربح ولا تذهب للبحث في التفاصيل بقدر انشغالها بالخطوط العريضة فقط فهي تقدم أقمشة رخيصة وعملا غير مرتب ينقصه الذوق والدقة والإتقان لكي تحول القماش الرخيص إلى تحفة فنية  يتسابق عليها العملاءويحدث أن تجد من يقدم شيئاً مميزاً ولكن حدود تعامله مرهون بقدرته على التخلص من التقليد لكي يحسن من طبيعة ما يقدمه ويتطور لأن التقليد يأخذنا إلى الخارج فقط ! الشكل الذي لطالما أرهقنا وسبب لنا أزمات ذاتية واجتماعية ولا يسمح لنا بالغوص في العمق وتفقد تفاصيل ما نفعل ومدى جودته أو كيفية تطويره لمزيد من المكتسبات التي تثبت أقدامنا على أرض صلبة وتجعلنا نتقدم بثقة في خطوات متتابعة باتجاه التطور . بالأمس كان لي حديث مع شابة حول طريقة تقديمها لبضاعة ما طلبتها منها هذه البضاعة تتطلب الخياطة وبعد نقاش حول التفاصيل قالت لي انا لست خياطة . فقلت لها حتى لو لم تكوني كذلك طالما اخترت هذا العمل التجاري عليك أن تهتمي أكثر بالتفاصيل التي ستبحث عنها كل من تتعامل معك وتطلب ما تصنعين . يعتقد بعض صغيراتنا أن الكلام المنمق والاسم الأجنبي للمشروع الذي نعتزم الخوض فيه أو حتى الشكل الذي نقدم بضاعتنا به سيكون كافياً . قد يكفي مؤقتاً ولكنه لن يستمر فمثل هذه الأمور تحتاج لأمور كثيرة عليهم أن يتعلموها في حالة واحدة أن تتخلص من التركيز على الشكل الخارجي وتوزع اهتمامها على كل تفاصيل العمل وخاصة إذا كانت تقدم فكرة مبتكرة يحتاجها الناس . أحترم كثيراً كل من تبدأ تنفيذ أفكارها ببساطة من منزلها بعيداً عن التعقيدات التجارية وخاصة في البداية ولكن أيضاً أهتم كأي عميلة بما يقدم لي من منتجات . وكما لا يستمر أي منتج بدون تلك التفاصيل لا يستمر أي منتج تعتمد صاحبته على الفهلوة وتتوهم أنها وحدها التي تتمتع بالذكاء وأن عملاءها حفنة من المستهلكين الأغبياء الذين يفرحون بأي شيء يقدم لهم وهذا حال بعض فتياتنا اللاتي عملن في خياطة الجلابيات لأنهن وجدن فلانة وفلانة تعمل وتبيع بضاعتها بالألوف ثم تفاجأ بأنها تخسر وتلك تربح ولا تذهب للبحث في التفاصيل بقدر انشغالها بالخطوط العريضة فقط فهي تقدم أقمشة رخيصة وعملا غير مرتب ينقصه الذوق والدقة والإتقان لكي تحول القماش الرخيص إلى تحفة فنية  يتسابق عليها العملاء .