كتبت منذ سنوات مقالاً بعنوان (هل كل أنثى امرأة).. وأجدني اليوم أقف مرة أخرى أمام الفكرة نفسها لأتناولها من جانب آخر؛ بعد أن رأيت كثيراً من بنات جنسي مزهوات بأنوثتهن فقط حتى أنهن لا يبقين إلا عليها عندما يرتدين قناعا باسم مستعار فيتسمين بمثل: أنثى ساحرة، شموخ أنثى، أنثى وكفى. والحقيقة أني شعرت تجاههن بالأسى؛ فتلك الأنوثة يا عزيزتي جزء منك فقط وهي القالب الذي أراد لك الله أن تكوني فيه. كما اختار للبؤة أنثى الأسد أن تكون بشكل معين، وللظبية شكل رشيق محبب وهي أنثى الغزال التي قالوا وأكثروا في تشبيه أنثى الإنسان بها!!
وكذلك أيضاً ريا وسكينة مجرمات الإسكندرية القديمات إناث أيضاً!!.
أنث أنثى بمواصفات جسدية خاصة وشكلية تؤهلك لأداء مهام معينة هي جزء من أسباب وجودك مثل الحمل والرضاعة وما يتطلبانه من أعضاء تناسلية. ولكن تلك المواصفات لا تكفي لتجعل منك امرأة فاعلة ذات روح متزينة بقدرات أخرى متعددة.
اللافت أننا لا نجد ذكراً يفاخر بمواصفاته الذكورية الجسدية ولا يختار اسماً مستعاراً فيقول: ذكر ساحر أو ذكر وكفى أو شموخ ذكر وإنما سيختار أي صفة يُلصق بها رجل فربما قال: رجل والرجال قليل حتى لو كان مجرد ذكر!!
فكوني امرأة كما هو رجل ولا تكوني مجرد أنثى.
اللافت أننا لا نجد ذكراً يفاخر بمواصفاته الذكورية الجسدية ولا يختار اسماً مستعاراً فيقول: ذكر ساحر أو ذكر وكفى أو شموخ ذكر وإنما سيختار أي صفة يُلصق بها رجل فربما قال: رجل والرجال قليل حتى لو كان مجرد ذكر!!الأنثى في اللغة من (أنث) وتعني كل ما هو لين من الأرض والحديد وغيرها وإذا أردنا أن نعيب الرجل وصفناه بأنه (مئناث) أي ناعم ولين وهي صفات تتنافى مع أهم صفات الذكورة وهي القوة والصلابة الجسدية. إذاً من أين جاء ذلك الانحراف في استخدام (الأنثى) كوصف شائع للجمال الذي ذلت له أعناق الذكور الرجل منهم وغيره حتى راحوا يتغنون بكل أنثى من الحيوان الناقة، الظبية، المهرة.
وفي اللغة جاءت مواصفات أنثى الإنسان مطابقة لأنثى الحيوان سواء تلك المواصفات الجسدية أو المعنوية.. فيقال: ناقة مذعان أي منقادة.
وأنثى مذعانة بالمعنى نفسه. ويقال: أتلعت الناقة أي سمت بجيدها ويقال: أنثى ذات جيد تلع (عنق طويل).
يقول الشاعر:
ألا يا سيد تلعات الرقاب
خسارة حب غيرك أيش أبي به
ولكن من بغا وصلك يهاب
ولا ياصل علم أو يجيبه
ونختم بالقرآن الكريم وهو خير شاهد. فلفظ الأنثى ورد في الآيات التي تشير إلى الجنس مثل (اللهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَى) 8- الرعد، و(إنا خلقناكم من ذكر وأنثى) 13- الحجرات، وعندما استخدم لفظ (امرأة) استعملها في الإشارة لتركيبة انسانية كاملة فهي امرأة ذات موقف ما خاطئ أو صائب إلا أنه يمثلها كامرأة ذات فكر ووعي.
(إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء) 23 –النمل، (ضرب الله مثلاً للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط) 10- التحريم، وعندما استخدم الرجل استخدم المرأة، واستخدم الذكر عندما استخدم الأنثى.
(فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ) 282- البقرة، فكوني امرأة كامرأة فرعون أو امرأة العزيز لأن الحياة تريدك امرأة لا مجرد أنثى.