تسع سنوات أنتجت آلاف الخواطر التي طرحت في (خواطر ) أحمد الشقيري وكل خاطرة كانت تضم عشرات الخواطر التي تمس أدق التفاصيل في حياة الناس اجتماعياً واقتصادياً وصحياً وكلها مبنية على ( دينياً ) بح صوت الرجل وهو يقول محمد ( صلوات الله وسلامه عليه ) فعل كذا وقال كذا والناس تسمع له وتعجب بما يقول ولكن لا حراك ولا أثر إلا كدبيب النمل على الرمال . أحسب أني كتبت في رمضان ما عن إهدار أفكار الشقيري من قبل المسئولين وتمنيت لو تستثمر وتتحول من مجرد فكرة إلى عمل . ويبدو أن الشقيري في سنته التاسعة حرك سخط بعضنا على دوام الحال فينا كمجتمع وحال المسئولين الذين يصمون آذانهم عن الدعوات الكثيرة للتغيير .
تسع سنوات والشقيري يتحدث عن النظام في اليابان ، والأخلاق في اليابان ، وأساليب التعامل في اليابان . وعن إسلام هجرنا خلقه وتوجيهاته فلا نحن سلمنا بالإسلام الحق ولا نحن أخذنا بما في النصرانية وغيرها مما أخذوه من ديانتنا وما انتقل إليهم من الإسلام الحق حتى صرنا نردد مقولة جمال الدين الأفغاني عنا وعنهم !!
هي قاعدة ليست من السهولة بمكان ولكن الطرق إليها معبدة بشذرات من الإحسان منبثة في الكلمة الطيبة والنية السليمة والحرص على الأموال العامة والخاصة ومد يد العون للمحتاج وإغاثة الملهوف وستر العورات وإعطاء الأجير أجره وكف الأذى وغير ذلك كثير من الأمور التي تستقيم بها الحياة وتتعقد إذا فقدتهاتسع سنوات ونحن نرى ونتحسر على نظام هناك وقانون هنا كلها تقوم على مبدأ كيف نريح ونرتاح وما زلنا حتى اليوم نخفق في الوقوف بشكل صحيح في الطوابير فلابد أن يتقدم عليك أحدهم بأسلوب الفهلوة وينسى أو يتناسى دعوة ديننا إلى العدل والحق . فالعدل قيمة من أعلى القيم الدينية التي بثت في القرآن فكل الأخلاقيات التي حضنا الله ورسوله عليها تقودنا إليه وتنتج عنه . ومن ذلك الإحسان الذي ظل الشقيري ينادي به طيلة سنوات ينادي به المواطن والمسئول ينادي ليتحراه الجميع في كل أفعالهم التي ترتبط مع الآخرين. أتخيل حال الدنيا لو طبقنا هذا المبدأ ليوم واحد وخرجنا جميعاً إلى أعمالنا ونزهاتنا وتعاملنا مع بعضنا ومع الباعة والأطباء وعمال النظافة والشوارع والمقاعد والأبواب واتخذنا قرارات وعقدنا اجتماعات وأدرنا تجارة ومدرسة ووزارة ونحن نضع نصب أعيننا أن نتعامل من منطلق قاعدة الإحسان في الإسلام وهي أن تعبد الله كأنه يراك . وهي قاعدة ليست من السهولة بمكان ولكن الطرق إليها معبدة بشذرات من الإحسان منبثة في الكلمة الطيبة والنية السليمة والحرص على الأموال العامة والخاصة ومد يد العون للمحتاج وإغاثة الملهوف وستر العورات وإعطاء الأجير أجره وكف الأذى وغير ذلك كثير من الأمور التي تستقيم بها الحياة وتتعقد إذا فقدتها. والتي صرنا في أغلب حالاتنا نبتعد عنها حتى صار الصواب هو الندرة والشائع الخطأ وصار بعض الغافلين يفقدون الثقة بالدين لأنهم لا يرونه في الحياة كما يجب أن يكون . وصار بعض المارقين يخادعون الله والرسول والناس بمظهر الدين وفي جوهرهم لص أو أفاق مخادع !! ونتيجة لكل هذا ارتمينا في أحضان الغفلة عن العمق والتمسك بالقشور . وخرجت من تلك اللحظات الخيالية بإشاعة الإحسان إلى خيال شاطح نبت من سؤال هو :ماذا لو عين الشقيري وزيراً للشئون البلدية والقروية؟ ماذا سنرى ؟ ليته يستلم الوزارة لثماني سنوات فقط وهو عمر أقل من عمر خواطره وعددها لنرى روح الشباب في الوزارة الهرمة .