DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

أنت معيونة!

أنت معيونة!

أنت معيونة!
أنت معيونة!
إن الاستسلام لفكرة أن كل سوء هو نتيجة الإصابة بالعين كثيرا ما يتسبب في توقف الحياة.  (فالمعيون) يترك عمله أو دراسته أو ينفر من أحبته رافعا لواء أنه لا حيلة لي فأنا مصاب بالعين هل كان شعرك طويلا ناعما فاحم اللون قبل أن تحضري حفل زفاف نورة بنت...؟ وهل كان جسدك رشيقا قبل أن تحضري زفاف هدى بنت.... ثم اكتشفت أن شعرك تحول إلى أطلال وجسدك انتفخ كالبالون، وأصابك ما أصابك من أمراض جسدية ونفسية؟ عليك فورا أن تتوجهي إلى أحد الأسواق الشعبية في الرياض، حيث تباع في أحد المحلات بقايا (غسال البيالات) وكل غسال حفل ما وضع في قوارير خاصة كتب عليه اسم العائلة صاحبة الحفل لتتمكني من شراء ما تريدين من الغسال لتشربيه أو تغتسلي به. بغض النظر عن الجراثيم في تلك المياه التي تجلب الأمراض ولا تشفيها. المخيف هو هذه الفوبيا المنتشرة فوبيا العين!! نعم العين حق، ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين، ونعم نؤمن بقوله تعالى حول الازلاق  بالعين، وبما جاء على لسان يعقوب وهو يأمر أولاده بأن يدخلوا من أبواب متفرقة ، لكن أيضا قال تعالى: (ولما دخلوا من حيث أمرهم أبوهم ما كان يغني عنهم من الله من شيء إلا حاجة في نفس يعقوب قضاها وإنه لذو علم لما علمناه ولكن أكثر الناس لا يعلمون). إذا هو الاحتراز فعلا والحماية وطلب العون من الله وهو كما علمنا النبي صلوات الله وسلامه عليه بالقراءة، قراءة المعوذتين وغيرها من الآيات، وأيضا الاغتسال بماء خاص يغتسل به من يظن أنه العائن فلا يترك الأمر على إطلاقه ولا يبث الرعب في نفوس الناس حتى صار كل مرض ومصيبة تحدث لهم بسبب العين. نعم.. لقد تحولت العين إلى فوبيا اجتماعية وفردية خطيرة فهي تعيق المقاومة وتفسح الطريق للاستسلام لكل فشل وكل مرض. إن الاستسلام لفكرة أن كل سوء هو نتيجة الإصابة بالعين كثيرا ما يتسبب في توقف الحياة.  (فالمعيون) يترك عمله أو دراسته أو ينفر من أحبته رافعا لواء أنه لا حيلة لي فأنا مصاب بالعين، وضاع ما بين الحقيقة والوهم والمبالغة رافضا أن يؤمن بالقوة الإلهية عند الدعاء والقراءة، ورافضا أهمية المؤمن القوي وخانعا لضعف وقصور في الوعي. لقد وصلنا إلى مرحلة مخيفة من الاستسلام لهذه الأفكار السلبية حتى صار بإمكاننا أن نقول في دراساتنا العلمية : إن من أسباب التسرب من الدراسة العين، ومن أسباب العنوسة العين، ومن أسباب سوء الإنتاج في كل مكان عمل.. العين.. فماذا ننتظر؟ وماذا نفعل لمحاربة هذا الفكر وغسل الزجاج الذي تحجب الأغبرة عنه الرؤية؟