DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

فنتق وفناتق

فنتق وفناتق

فنتق وفناتق
فنتق وفناتق
نتق في اللغة تعني: أن تقلع الشيء من مكانه بتحريكه وزعزعته ومن ثم رفعه للأعلى، وقد استخدمها العرب كثيراً. وفي القرآن (وإذ نتقنا الجبل فوقهم)، وتستخدم أيضاً بهذا اللفظ في العامية ولكن بمعنى مختلف فنقول: نتق الشخص إذا ظهر فجأة، وتستخدم بمعنى البروز فنقول: نتق المسمار من اللوح وغير ذلك من المعاني المقاربة. وأحسب أن (فنتق) جاءت منها، وتعني حالياً في دول الخليج القيام بعمل مميز في ذاته، ويمنح التميز لمن قام به فيقال: فلان راعي فناتق.أكاد أجزم بأن هذا الميل الغريب للتميز (الفنتقي)، والتهافت عليه له نصيب وافر في قائمة أسباب هشاشة الفكر والعلاقات الإنسانية في الخليج العربي عند الكبار والصغار، فنحن نعيش في وقت محموم بالاستهلاكبعضهم يجعلها بالكاف (فناتك) وما يحدث اليوم من الفناتق وأصحابها شيء محير وعجيب، ويبدأ ذلك من سعي الناس الحثيث وراء كل ما من شأنه أن يجعل منه صاحب فناتق. ولكن في ماذا؟ هذا هو السؤال؟ ويأتي ضمن الإجابة أني لا ألوم الصينيين على إنتاجهم الاستهلاكي الرخيص الذي يملأ أسواقنا، ويختفي بعد فترة وجيزة لتعود وتلقي لنا بمجموعة جديدة من المواد الاستهلاكية والناس تشتري وتشتري بحماس منقطع النظير، تشتري ما تحتاج وما لا تحتاج من كل شيء: الأواني، والملابس، واكسسوار المنازل. ولا تزال الدعوة مفتوحه ومستمرة ( إذا تحبين الفناتق وتبحثين عن التميز اشتري كذا وكذا ...)، صار التميز مادة استهلاكية ينتهي بانتهاء مشاهدة الناس لتلك الصينية أو ذلك الفنجان، أو ذلك النوع من الأحذية. ورغم أن تلك المواد تقع ضمن اهتمامات الغالبية من النساء إلا أن الرجال وقعوا في ذلك أيضاً، فصارت لهم فناتقهم الخاصة، ولبعضهم اهتمام تفاعلي مع الزوجة أو الأخت في الميل لتلك الأمور التي يظنون أنهم يتميزون بها!! أكاد أجزم بأن هذا الميل الغريب للتميز (الفنتقي)، والتهافت عليه له نصيب وافر في قائمة أسباب هشاشة الفكر والعلاقات الإنسانية في الخليج العربي عند الكبار والصغار، فنحن نعيش في وقت محموم بالاستهلاك والتباري حوله وبه ومن أجله. حمى سيطرت على العقول لدرجة الاستهانة بكل شيء في سبيلها التعليم، الثقافة، الوعي، لأن ما يسيطر على الناس في كل ذلك هو التميز في أضعف صوره. في البيوت في الجامعات في المدارس هناك قاسم مشترك اسمه الفنتق عند الصغار وعند الكبار، هذا الأمر زاد من سوء أحوالنا لتدني الأحوال الباطنية مقابل الاهتمام بالأمور الشكلية. متابعتي لما حولي في كل مكان ومن ضمنها الصور الانستغرامية تقنعني يوماً بعد يوم بمدى سرعة انحدار الناس في هاوية لا يحسن معها سوى الردم، ولكن كيف؟ سؤال لا تصعب الإجابة عليه، ولكن الأمر أصعب من الاثنين معاً السؤال والجواب.