قالت: مللتك اذهب لست نادمة
على فراقك .. إن الحب ليس لنا
قد يأتي حين على العشاق يتبادلون فيه كؤوس المر بنكهة الملل أو نكهة الألم، ولكليهما مسارب شتى، فحين تتسرب الغيرة الحمقاء وتبلل أطراف الحب، يصبح ممللا ومؤلماً حين تهترئ زواياه التي كانوا يلوذون بها، وحين يصبح الفراق هو النهاية الحتمية التي تظهر لهما أعلامها من بعيد، تكون الكأس مترعة بالألم الذي يذوب قلبيهما في انتظاره وفي قلة الحيلة لمقاومته أو دفعه حتى تصبح الحقيقة الوحيدة بينهما أن الحب ليس لهما.
سقيتك المر من كأسي .. شفيت بها
حقدي عليك .. ومالي من شقاك غنى
لن أشتهي بعد هذا اليوم أمنية
لقد حملت إليها النعش والكفناليس غريبا أن يتساقيا مرارة ما أو يتجرعها احدهما من يد الآخر، ولكن الغريب أن تترسب الآلام لتكون حقداً ورغبة في الإيذاء، وانتظاراً للتشفي ولهفة على الإيذاء، فتحترق بذلك آخر مراكب الأمل وآخر أحلام الأماني ليس غريبا أن يتساقيا مرارة ما أو يتجرعها احدهما من يد الآخر، ولكن الغريب أن تترسب الآلام لتكون حقداً ورغبة في الإيذاء، وانتظاراً للتشفي ولهفة على الإيذاء، فتحترق بذلك آخر مراكب الأمل وآخر أحلام الأماني
قالت وقالت .. ولم أهمس بمسمعها
ما ثار من غصصي الحرى وما سكنا
...وسرت في وحشتي والليل ملتحف
بالزمهرير وما في الأفق ومض سنا
أن تفقد الحب في لحظة ما كما أن تفقد هبة الحياة وأنت حي!! أن ينقلب الدفء إلى زمهرير، أن يلقي عليك الليل بوحشته بعد أن كان مرقصاً للضحكات التي تأخذ الأحلام بين ذراعيها، كل هذا بعض ألم الفقد وبعض ألم يتكور في لحظات لاحقة ليقف بين صوتك وبين دمعك غصة موجعة، لا تتقدم ولا تتراجع ولا يجدي معها أي استجداء قد يصل متأخراً.
ولم أكد أجتلي دربي على حدس
وأستلين عليه المركب الخشنا
حتى سمعت ورائي رجع زفرتها
... نسيت مابي هزتني فجاءتها
وفجرت من حناني كل ما كمنا
وصحت يا فتنتي ما تفعلين هنا ؟
البرد يؤذيك عودي ..لن أعود أنا ...
كم اتفق العشاق على مواعيد للحياة، ولم يحسنوا أن يرتبوا للوداع جلسات وثيرة ممتلئة بالدفء و النبرات الهادئة، لن يستجيب أحدهما ولن يبكي أحدهما ولن يعود أحدهما ويمتد بحر من الفراق والوحدة